Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لماذا يختار سكان الغوطة الشرقية العيش في الأبنية المدمرة؟

SY24 -خاص

لجأ عدد من الأهالي في بلدات “الغوطة الشرقية” إلى السكن والإقامة في منازل وأبنية شبه مدمرة بفعل قصف النظام قبل سنوات، لا تصلح للعيش والسكن خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء وانعدام الخدمات الأساسية من مياه الشرب والصرف الصحي، وذلك بعد عجزهم عن دفع أجرة المنازل.

وقال مراسلنا إن “عوائل كثيرة من مدينتي عربين ودوما، خاصة النازحين، قرروا العيش داخل المنازل المدمرة بسبب ارتفاع الإيجارات السكنية لمستوى لا يتناسب مع الدخل المعيشي”.

وأكد المراسل، أن الأيام القليلة الماضية، شهدت انتقال أكثر من 11 عائلة في المدينتين إلى السكن في المنازل المدمرة سواء الأقبية أو المباني الطابقية، لتخفيف أعباء الإيجارات الشهرية التي باتت تثقل كاهل الأهالي، وسط ارتفاع مستمر ومتجدد شهرياً.

التقى مراسلنا عدداً من الأهالي في المنطقة للحديث عن الوضع، من بينهم “أبو زهير” أحد أبناء مدينة “دوما” أب لخمسة أطفال، يعمل في محل صغير لبيع المواد الغذائية، وزوجته تعمل في مجال التطريز والخياطة في منزلها، يقول إنهم بالكاد يستطيعون تأمين قوت يومهم والمصاريف الضرورية، مثل الكهرباء والمياه وغيرها، إلا أن أجرة المنزل تستنزف معظم مدخولهم وتشكل عبء كبير عليهم لم يعودوا قادرين على دفعه.

يدفع “أبو زهير” 200 ألف ليرة سورية أجرة منزله المكون من ثلاثة غرف، إلا أن صاحب العقار رفع الأجرة في الشهر الماضي إلى 250 ألف شهرياً، وأخبرهم أيضاً أنه سيرفعها إلى 350 ألف ليرة سورية الشهر القادم، وهو ما يعادل 28  دولار أمريكي تقريباً.

هذه الزيادات المتلاحقة، التي لم يعد “أبو زهير” قادر على دفعها والالتزام بها، أجبرته على التفكير في مغادرة المنزل والبحث بين أنقاض المنازل المدمرة للعيش فيها

ورصد مراسلنا وصول أجرة بعض المنازل إلى 800 ألف ليرة شهرياً، وهو ما يستحيل دفعه من قبل الكثيرين بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي وقلة فرص العمل وحالة الركود والجمود التي تعيشها المنطقة.

قبل أيام انتقلت عائلته إلى منزل أحد أقاربهم في حي “الملعب” بمدينة “دوما” وهو سكن منزوع الأبواب والنوافذ، وفيه قسم تعرض للقصف وغير مهيئ للسكن، إلا أنه حاول تغطيتها ما أمكن بالبطانيات والألواح البلاستيكية والخشبية، وذلك كله للتخلص من دفع الإيجارات التي باتت كابوس يلاحق معظم الأهالي.

كذلك انتقلت السيدة المسنة “أم محمد” رغم مرضها  إلى السكن في منزل مدمر في مدينة “عربين” مع ابنتها وحفيدتها لعدم استطاعتها دفع إيجار المنزل لاسيما أنهن يعشن يلا معيل منذ سنوات.

“ماجبرك عالمر غير الأمر” تقول الحاجة المسنة لمراسلنا، مؤكدة أنها غير راضية عن السكن في المنزل المهدم، وتعاني من دخول مياه الأمطار بسبب تشقق الجدران، ودخول الهواء البارد لعدم وجود نوافذ وأبواب تمنع البرد، ما جعل الأمراض لا تبارحها هي والطفلة الصغيرة.

يؤكد مراسلنا أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بشكل ملفت للانتباه في بلدات “الغوطة الشرقية” بريف دمشق الفترة الأخيرة بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وعدم قدرة كثير منهم على دفع أجرة المنازل،مشيراً إلى أن أكثر من نصف السكان عاجزين عن الالتزام في تأمين أجرة المنزل.