Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أهداف وتحديات العائدين للتعليم الجامعي في الشمال السوري

SY24 -خاص

مكنت التخصصات المتقدمة في الدراسات العليا في جامعات الشمال السوري عدداً من الشباب/ات من العودة للدراسة مجدداً وإكمال تعليمهم العالي، بعد انقطاعهم لعدة سنوات أو الاكتفاء بالتخصص الجامعي، بغية تطوير خبراتهم والحصول على فرصة عمل أفضل.

عند معرفة المعالجة الفيزيائية “رهام” 27 عاماً، بوجود تخصص تجسير في كلية العلوم الصحية اختصاص علاج فيزيائي، في الجامعة الدولية للعلوم والنهضة بمدينة أعزاز في ريف حلب الشرقي، أقدمت على التسجيل في التخصص مباشرة، كونه حلم يراودها منذ زمن، ويتيح لها تطوير معرفتها وزيادة خبرتها في مجال عملها بالعلاج الفيزيائي.

تقول في حديثها إلينا: إنها “كانت من ضمن عشر طالبات متقدمات إلى الكلية، لذات الهدف أيضاً، وشجعن بعضهن في ذلك، خاصة أنها تحتاج أحد يرافقها في ذهابها من مكان سكنها في إدلب إلى مكان الجامعة في أعزاز بسبب بعد المسافة ومشقة السفر” .

حيث تقضي “رهام” وزميلتها ثلاث ساعات ذهاباً ومثلها إياباً، للوصول إلى الجامعة، بمعدل دوام يوم واحد في الأسبوع، ضمن برنامج مضغوط يمتد لثمانية أشهر يعادل عامين، حسب ما أخبرتنا.

ليس فقط بُعد المسافة وتكاليف المواصلات، ما تواجه الطالبات في رحلة تعليمهن، بل إن التكاليف المرتفعة لرسوم التسجيل تعد أبرز التحديات ولا سيما بالنسبة لطلاب متوقفين عن العمل.

تخبرنا “رهام” أن تكلفة دراسة التجسير في الكلية لتصبح متخصصة في مجال العلاج الفيزيائي، تصل قرابة 900 دولار على كامل المدة، يتم تسديدها طيلة فترة الدراسة، وهو مبلغ مرتفع جداً بالنسبة لها ولكثير من الطلاب خاصة أن معظم الأهالي يعيشون أوضاع اقتصادية متردية.

حيث شهدت السنوات القليلة الماضية نهضة خجولة في مجال التعليم بسبب وضع المنطقة الأمني واستمرار القصف من قبل النظام واستهدافه المنشآت الحيوية ومن بينها التعليمية، وكانت العودة إلى مقاعد الدراسة تحدي كبير بالنسبة للطلاب الموجودين في المنطقة وانتصار على الحرب والموت الذي يمارسه النظام.

وافتتحت عدة جامعات في الشمال السوري موزعة بين منطقة إدلب ريف حلب الشرقي، وصل عددها إلى 15 جامعة منها العامة ومنها الخاصة، ضمت آلاف الطلاب/ات.

كذلك دفع البحث عن فرصة عمل أفضل، الشاب “محمد” نازح من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي،  العودة إلى مقاعد الجامعة بعد انقطاع عشر سنوات، حيث درس “محمد” معهد تجاري في السابق، إلا أنه لم يستفيد من دراسته في أي وظيفة مناسبة له بمدينة إدلب حسب قوله، وقرر أن يعيد الدراسة مرة أخرى بفرع جديد  قد تكون فرصته بالحصول على وظيفة متاحة أكثر، فاختار كلية الإعلام في جامعة أعزاز وسجل العام الماضي بها، لعدم وجود ذات التخصص في مكان سكنه.

يقول “محمد” الذي يعمل مصوراً لأحد الجمعيات الخيرية أنه احترف التصوير عن طريق التدريب والدورات، ولكنه الآن يدرس الإعلام دراسة أكاديمية، مكنته من توسيع خبرته وتطوير عمله.

يخبرنا أن عدداً كبيراً من زملائه اليوم كانوا منقطعين عن الدراسة، وعادوا لإكمال تحصيلهم الجامعي عند أول فرصة أتيحت لهم، رغم الصعوبات الكثيرة التي تواجه معظم الطلاب مثل تكاليف التسجيل، والمواصلات والسفر بين المناطق.

مايزال قطاع التعليم  الجامعي في الشمال السوري يصطدم بعدة عقبات، أهمها عدم الاعتراف بالشهادات دولياً، ما يزيد من مخاوف الطلاب أن يذهب تعبهم سدى، رغم الجهود المبذولة في الحصول عليها من قبل عدد من الجامعات في الفترة الأخيرة.