Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

عشرات الأبنية في ديرالزور مهددة بالانهيار.. ما السبب؟

SY24 -خاص

“لم أعد قادرة على الذهاب إلى منزلي، بعد أن أكدت لي لجنة محلية بأن البناء على وشك الانهيار جراء تجمع كميات كبيرة من المياه في القبو على مدار السنوات العشر الماضية”.

بهذه الكلمات وصفت السيدة “منال الحسين” الحال الذي وصل إليه منزلها الواقع في حي الموظفين بدير الزور جراء تجمع مياه الأمطار والمياه القادمة من الصرف الصحي داخل قبو البناء على مدار عشر سنوات والذي يضم أكثر من منزل، وسط إهمال متعمد من قبل مجلس بلدية ديرالزور والموظفين المسؤولين عن المنطقة”، على حد قولها.

وفي حديثها مع مراسلة منصة SY24 في مدينة ديرالزور قالت: إن “منزلي يقع في المنطقة التي كان يسيطر عليها النظام من الحي ولذلك لم يتضرر كثيراً بفعل العمليات العسكرية، ولكن انعدام شبكة الصرف الصحي وعدم صيانتها من قبل مؤسسة المياه وبلدية المدينة تسبب بتجمع مياه الأمطار والمياه القادمة من الشبكة داخل قبو البناء لعدة سنوات ما أثر بشكل مباشر على أساساته وجعله معرضاً للانهيار في أي لحظة”.

وأضافت “تقدمنا بعشرات الطلبات إلى البلدية ومجلس المحافظة للسماح لنا بالذهاب لسحب المياه من القبو وإصلاح العطل في الشبكة بعد أن اتفق جميع سكان البناء على جمع تكلفة ذلك، غير أن طلباتنا قوبلت بالرفض وذلك لدواعي أمنية، ما قد يحرمنا اليوم من الشيئ الوحيد الذي بقي لنا بعد أن دمر القصف معظم ممتلكات عائلتنا في المدينة”.

وبحسب مراسلنا فإن عشرات المنازل والأبنية السكنية في ديرالزور باتت اليوم معرضة للانهيار في أي لحظة جراء تجمع مياه الأمطار فيها أو تضرر الأساسات بشكل كبير، وبالذات في الأحياء التي تعرضت للقصف طوال السنوات التي كانت فيه خارجة عن سلطة ونفوذ قوات النظام والميليشيات الموالية له، الأمر الذي قد يتسبب بخسائر مادية كبيرة للمواطنين.

المهندس المعماري “أنس العبدالله” أكد في في حديثه مع SY24، أن “تجمع المياه لفترات طويلة في الطوابق السفلية من البناء يمكن أن يعرضه للانهيار في أي وقت، وذلك نتيجة تسرب تلك المياه إلى أساساته وجدرانه وجعلها أضعف مما تبدوا عليه، ناهيك عن الأضرار التي قد تلحق بشبكة الكهرباء والهاتف المتواجدة فيها”.

وأضاف أن “الفرق المختصة تمكنت من سحب المياه بشكل سريع من تلك الأبنية وتدعيمها بدعامات حديدة أو إسمنتية فإن ذلك قد يحميها من الانهيار، ولكن إن بقيت المياه على حالها فإن البناء والأبنية المجاورة له ستصبح معرضة للهبوط فوق رؤوس ساكنيها، وهذا حدث داخل أحياء الحميدية و العرضي والشيخ ياسين أكثر من مرة دون تسجيل وقوع أي إصابات كونها غير مأهولة بعد بالسكان”.

والجدير بالذكر أن قوات النظام قد تعمدت تدمير البنية التحتية للمدينة بشكل كامل وذلك عبر قصف المشافي والمدارس والمؤسسات الحكومية التي كانت خارج مناطق سيطرته، بالإضافة إلى رفضه إصلاح الأعطال في شبكات المياه والصرف الصحي على مدار السنوات الماضية في محاولة منه لمحو آثار الجرائم التي ارتكبها داخل تلك الأحياء، وبسط سيطرته على ممتلكات المواطنين غير القادرين على العودة إلى المدينة للمطالبة بها خوفاً من اعتقالهم.