أحياء إدلب القديمة.. بين الماضي العتيق والحاضر المتغير

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

ترسم أزقة وبيوت مدينة أريحا، وأسواقها التجارية، والحمامات الشعبية، والخانات القديمة، والمساجد والكنائس، معالم أثرية جميلة، لا تزال تشهد على عراقة المنطقة والحفاظ عليها جيل تلو جيل”.

يقول “أحمد سعدو” 50 عاماً، ابن مدينة أريحا، مدرس مادة التاريخ إنه اختص في دراسته الجامعية بقسم التاريخ من شدة تأثره بالمعالم والآثار القديمة في محافظة إدلب بشكل عام.

يخبرنا أنه رغب بشدة في دراسة التاريخ وتعمق في قراءة الكتب والمراجع التاريخية بسبب حبه لمدينته، ومعرفته أدق التفاصيل عن الأبنية والمعالم الموجودة.

يحكي لنا عن بعض المعالم الأثرية التي ما زالت موجودة في أريحا حتى اليوم، فيبدأ حديثه عن السيباط وهو البناء الكبير المسقوف، يعود أصلها للفارسية وتعني السقيفة، يقول “أحمد”: إنها “دخلت إلى العربية ليقصد بها السقيفة بين دارين أو الغرفة الملتصقة بين دارين ويمر تحتها طريق أو حارة كما في الكثير من حارات الشام القديمة”.

ويتابع أن الجار قديماً كان يطلب من جاره استعارة جدار بيته ليبني غرفة لابنه فوق زقاق المنزل، وعرفت ذلك بمثل شعبي يقول “عيرني كتفك” وأطلق على أريحا بلدة المئة سيباط، لكثرة وجود هذا النمط من البناء فيها، إلا أنه تم هدم قسم كبير منها ولم يبقى سوى 13 سيباط فقط.

في القسم الشمالي من الحارات القديمة بالمدينة، يقع الجامع الكبير، كتب عنه الباحث “فايز قوصرة” على أن “مشيّدة أثرية لم يُعرف تاريخ إنشائها بدقة، وقد جُدّدت في العصر المملوكي سنة 1286م، بعد أن تمَّ تحرير أريحا من الصليبيين في عهد الملك الظاهر بَيبرس الذي أمر بتجديد حرم الجامع والمدخلين الشمالي والشرقي والرواقين المجاورين، فجاء مسجداً جامعاً”.

أما عن مدينة إدلب، فهي من المدن السورية القديمة التي اشتهرت بآثار تاريخية مهمة، وعرفت بوجود أربعة أحياء لا تزال أسماؤهم معروفة حتى اليوم، أخذت من موقعها وجهاتها الأربعة، بالإضافة إلى الأسواق التجارية القديمة، كما تضم هذه الأحياء 8 حمامات و10 مساجد وبيوت كبيرة وأزقة ضيقة وكنيسة”.

إلا أن تغيراً واضحاً طرأ على المدينة خلال السنوات الماضية، يقول الباحث “محمد الأحمد”: إن”إدلب القديمة تقع حاليا وسط المدينة، وما تزال تحافظ على عراقة وجمال بنائها رغم وجود البناء الحديث، والتغير الذي طال ملامحها العتيقة كالأسواق القديمة، والخانات، والبيوت السكنية التي فيها طابع تراثي، ومحلات تجارية وحمامات وجوامع قديمة أثرية”.

وشهدت المحافظة قصفاً عنيفاً من قبل النظام السوري وروسيا لم تنجو منها الأماكن الأثرية، بل تدمرت بشكل كبير، جراء ذلك، منها متحف مدينة إدلب الذي يضم أكثر من 15 ألف رقم مسماري، تعود للأرشيف الملكي في “إيبلا” تؤرخ تاريخ المنطقة لأكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، ومتحف مدينة معرة النعمان وغيرها من الأماكن الأخرى، وقدرت نسبة المعالم الأثرية الموجودة فيها عام 1991 بـ 38 بالمئة من نسبة المعالم والمواقع الأثرية في سوريا.

مقالات ذات صلة