Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

برفقة ابنتها.. سيدة تتخرج من جامعة إدلب في عمر 47

خاص - SY24

يزخر الشمال السوري بالعديد من قصص النجاح، ويظن العالم الخارجي أن الشعب السوري في إدلب بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها، بأنه يغرق بظلام الجهل والتخلف، والحقيقة عكس ذلك تماماً، فكثير ما رأينا أشخاص مدهشة بعد عمر الأربعين يكملون دراستهم الجامعية وبمعدلات مرتفعة.

ومن الراجح دائما أن أي محاولة نجاح لشخص متقدم في السن هي محاولة خاسرة لا فائدة منها،  لكن السيدة “بديعة بيرقدار” أثبتت عكس ذلك.

“بديعة بيرقدار” 47عاماً، نازحة من قرية “طعوم” شرقي مدينة إدلب، ومقيمة في مدينة “الدانا”، تزوجت وهي في عمر العشرين، وأصبح لديها 5 أولاد، مع دخول ابنتها الكبيرة للجامعة، أرادت تحقيق حلمها بإكمال دراستها برفقة ابنتها البكر، فسجلت في جامعة إدلب كلية التربية بعد انقطاع عن الدراسة 22 سنة.

تخبرنا “بديعة” بأنها حصلت على الشهادة الثانوية في عام 1997، وتزوجت وبقيت الدراسة حلم تنتظر فرصة لتحقيقه، وتقول “اغتنمت أول فرصة لي مع دخول ابنتي معهد الرياضيات، دخلت كلية التربية، وبفضل الله تخرجت عام 2022 بمعدل 74بالمئة”.

كان لزوجها الفضل الأكبر فهو منذ زواجهما يساعدها في أعمال البيت وتربية أولادهما، وعندما قررت إكمال دراستها كان المشجع الأول لها، ووقف بجانبها حتى تخرجت، تتابع حديثها “بيرقدار” لمنصة sy24، فتقول: “لزوجي فضل كبير علي في دراستي، فكان يدعمني معنوياً ومادياً، فلولا تشجيعه لن أحقق هذا النجاح”.

من الطبيعي جداً أن يكون لكل نجاح صعوبات، ولكل صعوبة هناك روح تعشق الإصرار والتحدي، هكذا كانت “بديعة” خلال الأربع سنوات، تذكر لنا بعض الصعوبات التي واجهتها فتقول” كنت أدفع  سنوياً 300دولار قسط للجامعة، عدا عن شراء الكتب والمصاريف الأخرى، أيضاً كنت أدرس بدون حضور بالجامعة بسبب مشقة السفر بين إدلب والدانا”.

أما عن علاقتها مع أولادها، وبشكل خاص مع ابنتها “مروة” التي كانت ترافقها خلال مرحلة دراستها.

تقول “مروة الأحمد” 22 عاماً، تخرجت من معهد الرياضيات بجامعة ادلب ” كانت أيام الامتحانات متعبة جداً وجميلة بآن واحد، كنا نتقاسم عمل المنزل، فمن لديها امتحان قريب تدرس والثانية تهتم بأمور البيت”.

تجلس بديعة مع معلماتها بعد أن أصبحت مديرة في مدرسة بمدينة “الدانا”، وتشجعهن لإكمال علمهن، وتخبرنا بأن عدة معلمات الآن يكملن علمهن وهنن بسن متقدم مثلها.

تختتم حديثها “بديعة” برسالة توجهها لكافة المتقدمين بالسن قائلة “مهما كان عمرك، فإن الأوان لم يفت بعد؛ لأنه في أي وقت وخلال أي نقطة من حياتك، يمكنك دائمًا الحصول على فرصة لتحقيق حلمك”.