Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

نقص الإمدادات الطبية يهدد حياة النازحين في مخيم الهول

خاص - SY24

أكدت مصادر محلية أن طفلاً لم يتجاوز عمره أربعة أشهر قد فارق الحياة في مخيم الهول للنازحين وذلك بعد عدم أيام من تعرضه لوعكة صحية خفيفة، غير أن غياب الرعاية الصحية الكافية في المخيم تسببت بتدهور حالته الصحية ما دفع ذويه لطلب نقله إلى مشافي مدينة الحسكة قبل أن يفارق الحياة بعدها، وتعد هذه هي الحالة الثانية خلال أسبوع واحد.

حيث يعاني المخيم الذي يقطنه أكثر من 47 الف نسمة غالبيتهم من النساء والأطفال، يعاني من نقص حاد في الرعاية الصحية المقدمة من إدارة المخيم ومن المنظمات الطبية العاملة فيه، وذلك نتيجة الإهمال الكبير الذي يتعرض له النازحون وانخفاض قيمة الدعم المقدم من الدول المانحة والمنظمات الأممية، ناهيك عن ارتفاع كبير في معدل الإصابة بالأمراض بين الأهالي وخصوصاً الأطفال.

وبحسب مصادر طبية فإن أهم أسباب ارتفاع نسبة المرضى في مخيم الهول يعود إلى النقص الحاد في المناعة نتيجة سوء التغذية وعدم قدرة الأهالي على شراء المكملات الغذائية الصحية، وعدم قيام المنظمات الدولية بتوزيع كميات كافية من المساعدات والسلال الغذائية واقتصار تلك المساعدات على بعض أنواع البقوليات والمعلبات غير الصحية، وسط غياب شبه تام اللحوم البيضاء والحمراء عن موائد النازحين.

المصادر ذاتها قالت إن عدداً كبيراً من المنظمات الطبية قد أوقفت نشاطها داخل المخيم بشكل تام أو جزئي بسبب تردي الوضع الأمني فيه، وتعرض العاملين فيها للتهديد بشكل مستمر من قبل خلايا تنظيم داعش التي تنشط فيه، ناهيك عن توقف الدول المانحة عن تقديم المنح المالية والطبية ما يهدد حياة النازحين في المخيم.

مراسل منصة SY24 في الحسكة أشار إلى ارتفاع نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض بسيطة يمكن علاجها داخل المراكز الصحية وخاصة بين الأطفال الرضع وحديثي الولادة، ناهيك عن زيادة واضحة في عدد الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية ونقص المناعة وشلل الأطفال وغير ذلك من الأمراض السارية والمعدية.

“أم أحمد”، نازحة سابقة في مخيم الهول أكدت أن عدداً كبيراً من الأطفال الرضع يموتون سنوياً داخل المخيم بسبب نقص الرعاية الصحية وعدم سماح إدارة المخيم بإخراج هؤلاء الأطفال للعلاج في مشافي مدينة الحسكة، بالإضافة إلى الصعوبة البالغة في الحصول على الدواء في المخيم وتردي الوضع الاقتصادي للنازحين الذي يمنعهم من شراء الأدوية من السوق السوداء”، على حد وصفها.

والجدير بالذكر أن “الإدارة الذاتية” قد أعلنت في وقت سابق عن نيتها إفراغ مخيم الهول من النازحين بشكل نهائي في أسرع وقت ممكن وذلك عبر إخراج دفعات متتالية من النازحين السوريين وعودتهم إلى مدنهم وقراهم بكفالة عشائرية، بالإضافة إلى إخراج عدد من العائلات العراقية وإعادتهم إلى بلادهم بعد حصولهم على ضمانات بعدم التعرض لهم من قبل المليشيات الشيعية، فيما تم تسليم عدد من رعايا الدول الأجنبية من النساء والأطفال إلى دولهم، وسط مطالبة لبقية الدول بالعمل على استعادة رعاياهم بأسرع وقت ممكن.