Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

طرق جديدة لتحضير القهوة تنتشر في إدلب

SY24 -خاص

“القهوة مفتاح النهار.. فهي لا تُشرب على عجل، القهوة أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات..” هكذا عبرت “أم مجد” عن حبها للقهوة، واستعارت كلمات الشاعر “محمود درويش” في مغازلتها وعشقها الكبير لها.

“أم مجد” 31عاماً، تقيم في جبل الأربعين بالقرب من مدينة أريحا، معلمة في اللغة العربية، تقول إن القهوة رفيقة يومها وعملها، ولا يمكن أن تبدأ نهارها إلا بها.

تقول إنها تجرب في كل مرة طرق جديدة لصنع القهوة، ولفتها الفترة الأخيرة القهوة على الرمل، بعد مشاهدتها عدة فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي تظهر فيها طريقة تحضير القهوة على الرمل، أرادت تجربتها بنفسها في منزلها.

تخبرنا أنها احتاجت رملاً مخلوط بقشر الجوز واللوز المطحون، وإلى ركوة نحاسية، ثم قامت بتسخين الرمل على النار داخل وعاء صغير ووضعت “ركوة” القهوة داخل الرمل وبدأت تمتص الحرارة، وتسخن بشكل تدريجي على نار هادئة، وبدأت رائحة القهوة تفوح ، حتى أصبحت جاهزة، تقول إن مذاقها رائع ويستحق التجربة.

مؤكدة أنها مختلفة عن القهوة العادية، ومن يجربها يجد الفرق الكبير بينما.

تعود أصول تحضير القهوة على الرمل إلى العهد العثماني، وحافظ الأتراك على هذا التراث واشتهرت بها المدن الساحلية في تركيا وبشكل خاص مدينة “إسطنبول” وأطلق عليها حديثاً اسم ” القهوة الإسطنبولية”، وانتقلت هذه القهوة إلى إدلب في محلات خاصة بتحضيرها.

غير أن ارتفاع أسعار البن بشكل كبير في الفترة الأخيرة جعلت “أم أمجد” وكثير من الأهالي يقصدون في شربها، ويقللون من كمية الاستهلاك اليومي التي اعتادوا عليها، تقول إن مصروف القهوة يعادل ثلث راتبها من التدريس، خاصة بعد موجة الغلاء الأخيرة.

القهوة في إدلب تباع بـ “الغرام”

شهدت الأشهر الأخيرة الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في أسعار البن والهال أيضاً في مدينة إدلب، وبسبب تردي الوضع الاقتصادي للأهالي بشكل عام في الشمال السوري أصبحت القهوة تشتري “بالغلوة”.

“أبو سعيد ” 28عاماً، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، عامل يومي في ورشة، أنه اعتاد على تناول قهوته كل يوم قبل خروجه إلى عمله، ولكن بسبب الغلاء أصبح يشتري البن بالغرام، يقول “أشتري كل أسبوع قهوة بقيمة عشرين ليرة تركي فقط، أي ما يقارب 100 غرام، تكفيني أنا وزوجتي لنشربها مرة واحدة في اليوم”.

تختلف أسعار القهوة حسب نوعها، وبحسب كمية الهال والمستكة المضافة إليها يخبرنا “أبو خالد” صاحب محل لبيع القهوة في أريحا، أنه يشتري بضاعة محله من تجار القهوة في مدينة سرمدا، يقول إن القهوة البرازيلية نوع اكسترا يصل سعر الكيلو 230 ليرة تركية، أما قهوة “الاكسبريس” فسعرها  160 ليرة تركية، وسعر القهوة العربية “المرة” 200 ليرة”، ويضيف أن أسعار القهوة ارتفعت هذه السنة ما يقارب 100ليرة تركية  في الكيلو الواحد.