Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحديات الشتاء.. ماذا يختار السكان في الشمال السوري لتدفئة منازلهم؟

SY24 -خاص

يعد تأمين مواد التدفئة في الشتاء من أبرز التحديات التي تواجه مختلف العوائل شمال غربي سوريا، إذ تزيد أعباء التكاليف المعيشية مع قلة فرص العمل، وغلاء الأسعار وتدني مستوى الدخل، وشح المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة لهم، ما اضطر معظم الأهالي إلى اللجوء لبدائل خطيرة وغير صحية تسببت بكثير من الأمراض وحوادث الحرق.

وتتنوع مواد التدفئة المستخدمة في المنطقة بين المازوت متفاوت الجودة، وبين الحطب والفحم البيرين والغاز وهناك من اعتمد على مدفأة الكهرباء في المناطق التي وصلت إليها التيار الكهربائي، إذ يفضل الأهالي المادة الأرخص تكلفة، والأسهل استخداماً في إشعال المدفأة، في حين استغنى كثير من العوائل الفقيرة وذوي الدخل المحدود عن التدفئة بشكل عام.

يتراوح سعر لتر المازوت بين 20 _22 ليرة تركية في محطة بيع المحروقات، حيث يختلف السعر حسب جودته، بينما يباع في المراكز الفردية بسعر أغلى بفارق 2_5 ليرة باللتر الواحد، يقول “أبو حميد” أحد سكان مخيم رحماء في كفر لوسين شمال إدلب إنه يحتاج خمسة لتر يومياً بتكلفة 100 ليرة أي ما يعادل أكثر من 3 دولارات ثمن تدفئة فقط.

استهلك “أبو حميد” منذ بدء موسم الشتاء بقيمة 200 دولار، ويحتاج مثلها إلى حين انقضاء الشتاء، يقول: إن “المبلغ ليس قليل وهو يعادل نصف راتبه، ولكن خوفه على أطفاله من الأدخنة السامة المنبعثة من الفحم أو البيرين جعله يفضل استخدام المازوت هذا الشتاء رغم تكلفته”.

بالعودة إلى أسعار مواد التدفئة حسب ما رصدته منصة SY24 في الأسواق مؤخراً، فقد وصل سعر طن البندق نوع أول 168 دولار، بينما وصل سعر طن قشر الفستق نوع أول أيضاً إلى 228 دولار، وتراوح سعر طن البيرين حسب جودته ودرجة جفافه ما بين 145 – 170 دولار، بينما بلغ سعر برميل المازوت من النوعية المتوسطة قرابة 160 دولار، وتحتاج الأسرة بشكل وسطي إلى برميلين للتدفئة طيلة فترة الشتاء، أي ما يعادل 320 دولار، وهذا ما يعجز عنه أغلب الأهالي في المنطقة.

عائلات كثيرة فضلت استخدام المازوت هذا العام على باقي المواد المتوفرة رغم تقارب أسعارها، تقول سيدات تحدثنا إليهن إن مدافئ المازوت أسهل في التشغيل وأنظف من غيرها، من ناحية تراكم “الشحوار” كل فترة.

يذكر أن فصل الشتاء يفتح في كل عام معاناة متجددة لمئات الآلاف من المدنيين في محافظة إدلب وريفها، ومناطق المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، بالوقت الذي يسكن في المنطقة حوالي أربعة ملايين شخص، نصفهم يقطنون في المخيمات.