Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

هل ما زالت الفلافل الوجبة الأساسية للسوريين يوم الجمعة؟

SY24 -خاص

في كل يوم جمعة يتجه “أبو جمال” إلى مطعم (الفلافل)، ليشتري فطوراً مميزاً وساخناً بكمية كافية، فهو يدعو أولاده وأحفاده على تناول هذه الوجبة كل جمعة في بيت العائلة.

الفلافل عجينة تصنع من الحمص المطحون وبعض التوابل وتقلى بالزيت، شكلها على هيئة كرات أو أقراص، وهي طعام تقليدي في مطبخ السوريين منذ سنوات طويلة.

ترتبط الفلافل عند السوريين بيوم الجمعة، حيث تجتمع العائلة على مائدة الإفطار بعد انتهاء كل أفرادها من أعمالهم ومشاغلهم طيلة الأسبوع، وتكون الفلافل الطبق الرئيسي إلى جانب الحمص والفول والسلطة والمخلل والخبز الساخن.

“أبو جمال” 65 عاماً، أبٌ لأربعة أولاد، يقيم في مدينة إدلب، اعتاد أولاده على طقوس عائلية خاصة مرتبطة بيوم الجمعة، فهو يجمعهم مع أحفاده في هذا اليوم على وجبة إفطار طبقها الرئيسي الفلافل.

يحدثنا عن بعض الطقوس القديمة لهذا اليوم عندما كان يذهب برفقة أهله لبيت جده، فيقول: “كان جدي يدخل البيت حاملاً بين يديه كيساً ورقياً مملوءً بالفلافل الساخنة، بالإضافة إلى وعاء الفول المدمس وآخر لفتة الحمّص اللذيذة”.

يحن أهالي الشمال السوري إلى تلك الأيام الماضية والطقوس القديمة التي كانت تعتمد على جمعة أفراد العائلة بأجواء لا تخلو من السعادة والهناء.

“أم حسن” 58 عاماً، أم لثمانية أولاد، تسكن في مدينة أريحا، تحن إلى أيام مضى عليها عشر سنوات، عندما كانت تجتمع هي وأولادها على مائدة واحدة، قبل أن تشتت عائلتها داخل وخارج سوريا، فتقول: “هذه العادات فقدت بهجتها منذ بداية الحرب، العائلة لم تبقى كما كانت، نصف عائلتي مغتربة والنصف الآخر يجتمعون في الأعياد والمناسبات وذلك بسبب بعد المسافة بيننا”.

لا تزال هذه الأكلة الشعبية مرغوبة على موائد الإفطار طيلة أيام الأسبوع وبشكل خاص يوم العطلة، فتجد مطاعم الفلافل مكتظة بالزبائن يوم الجمعة.

“أبو عبدو” 38 عاماً، يقيم في مدينة أريحا، صاحب مطعم فلافل في المدينة، يفتح محله في الساعة الخامسة فجراً، يخبرنا عن عمله كل يوم قبل توافد الزبائن إليه، فيقول: “أقوم بطحن الحمص المنقوع بالماء لمدة 12ساعة، ثم أضيف عليه البقدونس والبصل والثوم والملح والبهارات، وأقليها في الزيت الساخن لتصبح بعد ذلك جاهزة للبيع”.

يسلق “أبو عبدو” الفول في قدر نحاسي كبير على نار هادئة، حتى ينضج بشكل جيد ويعطي طعماً لذيذاً، ثم يحضر خلطة الفول بطريقتين، الأولى: الفول المدمس بالبندورة والبقدونس والحمض والثوم وزيت الزيتون، والثانية: اللبن الممزوج بالطحينة والحمض والثوم وزيت الزيتون.

يباع الفلافل بالقطعة أما الفول والحمص المطحون فهو يباع بالكيلو،” سعر قرص الفلافل ليرة تركية، أما الفول والحمص فسعر الكيلو الواحد 45 ليرة تركية، والسندويشة العادية 20 ليرة تركية” حسب ما ذكر “أبو عبدو”.

يحافظ بعض السوريين على هذه الطقوس العائلية رغم سوء الأوضاع الأمنية في المنطقة، بينما أصبحت لدى البعض الآخر ذكرى مؤلمة تذكرهم بألم البعد والفراق، وذلك بسبب تشتت أفراد العائلة.