Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف يشكل الفضاء الإلكتروني تهديدا في سوريا وخارجها؟

SY24 -خاص

يُعدّ الفضاء الإلكتروني أداة قوية يستخدمها تنظيم داعش بسهولة لتجنيد المقاتلين ونشر أيديولوجيته، الأمر الذي يُشكل عقبة رئيسية أمام الجهود الدولية الرامية للقضاء على التنظيم بشكل تام.

وبحسب موقع manaramagazine، فإن هناك عقبات كبيرة أمام القضاء التام على التنظيم وأهمها هي الفضاء الإلكتروني الذي يستخدمه داعش بسهولة لتجنيد المقاتلين وتوجيه التمويل ونشر الدعاية.

وأضاف الموقع في تقرير له، أنه في السابق، كان لدى داعش ما يقرب من 46 ألف متابع على تويتر وحده، وينتجون 90 ألف تغريدة يوميًا.

ومن التحديات الأخرى التي تقف في وجه القضاء على داعش وخلاياه، هي الوصول غير القانوني إلى الأسلحة.

ولفت التقرير إلى أن عامل الفساد يلعب دورا كبيرا في استمرار بقاء التنظيم أو عودة نشاطه من جديد، مبيناً أن سوريا والعراق اللتان تعتبران المركزين الأساسيين لنمو داعش، احتلتا المرتبتين 177 و154 على التوالي من بين 180 دولة على مؤشر الفساد لعام 2023.

وتابع، أنه طالما أن هذه التحديات الهيكلية موجودة، فإن داعش أو غيرها من الجماعات الإرهابية والمتشددة ستظل تشكل تهديدا دوليا كبيرا.

مراقبون آخرون أشاروا إلى أن داعش يستفيد من الفضاء الإلكتروني في إنشاء محتوى دعائي يُوزّعه عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، بهدف جذب المُتعاطفين وتجنيد المقاتلين.

كما يستفيد منه في التواصل مع المُتابعين بشكل مباشر، سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو غرف الدردشة المُشفرة، إضافة إلى الاستفادة منه في تحديد واستهداف المُجندين المُحتملين خاصةً الشباب المُحبط أو المُهمّش.

ويستفيد داعش بشكل كبير من الفضاء الإلكتروني في جمع التبرعات من المُتابعين، سواء عبر العملات الرقمية أو الطرق التقليدية.

وحول ذلك، رأى الناشط السياسي مصطفى النعيمي في حديثه لمنصة SY24، أن وجود تنظيم داعش حتى هذه اللحظة مبني على عدم إنجاز الحل في سوريا عموما، وذلك لعدم اتفاق الدول الفاعلة روسيا وأمريكا في الملف السوري في إيجاد حل حقيقي يضمن عودة الدولة السورية إلى السوريين بعيدا عن منظومة الاستبداد الأسدية وتداعيات وجودها كمغناطيس للإرهاب.

واعتبر أنه طالما النظام السوري على سدة السلطة فمن الطبيعي بقاء التنظيم وهو عامل مساعد لبقاء النظام، وذلك من خلال اتخاذه ذريعة في محاربة التطرف في سوريا للقضاء على أكبر كم من السوريين وتهجيرهم، حيث بلغ عدد المهجرين وفق إحصائيات تقريبية قرابة السبعة ملايين خارجيا وخمسة ملايين داخليا، بمعنى أنه قرابة نصف السوريين اليوم هم من اللاجئين داخليا وخارجيا، والسبب الرئيسي يعود إلى أن المنظومة الدولية برمتها لم تتخذ الإجراءات اللازمة بشأن الحل الشامل في سوريا.

وزاد قائلا، لذلك سيبقى الإرهاب والنظام يتخادمان من أجل البقاء لأطول فترة ممكنة على سدة السلطة، وإن من أهم عوامل بقاء تنظيم داعش مبني على استراتيجيات متعددة تتكيف مع ضعف النظام بحيث انهم انتقلوا من مسار العمليات العسكرية واسعة النطاق إلى عمليات عسكرية محدودة يستهدفون فيها بعض عناصر النظام ويحصلون على السلاح ومن ثم يختفون من المشهد، ويستثمرون هذا السلاح في مواجهات قادمة مع النظام .

ولفت إلى أن النظام يدرك تماما أنهم متواجدون في تلك المناطق لكنه يجري بعض عمليات الاشتباك الوهمية ومن ثم يخلي المكان، في رسالة واضحة بأنه يرغب في وجودهم وبنفس التوقيت لا يستطيع إخراجهم، فاستثمار وجودهم مبني على وجود النظام، لذلك لن يقوم بمواجهة مفتوحة مع تنظيم داعش.

ويرى محللون أن هناك العديد من التحديات في مسألة القضاء على الفضاء الإلكتروني الذي يعتمد عليه داعش، ومنها: صعوبة الرقابة، التشفير الذي يستخدمه التنظيم بشكل كبير للتواصل بشكل آمن وتجنب الرقابة، وصعوبة تتبع عمليات تمويل داعش عبر المنصات الإلكترونية.

وأكدوا أنه من خلال التعاون الدولي ودعم منصات التواصل الاجتماعي ونشر الوعي، يمكن الحد من تأثير داعش في الفضاء الإلكتروني بشكل كبير، وفق وجهة نظرهم.