Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف يتخلص الناجون من آثار الاعتقال في سجون النظام؟

SY24 -خاص

عاد “محمود كفرنطوني” إلى أهله فاقداً ذاكرته، بعد سبع سنوات ونصف قضاها في سجون النظام، اعتقل على أحد الحواجز العسكرية أثناء ذهابه من إدلب إلى حماه لاستلام راتبه الشهري كما حدثتنا عائلته.

محمود واحد من 220 ألف معتقل، بينهم تسعة آلاف طفل دون سن الـ18، وحوالي 4 آلاف و500 سيدة، حسب إحصائية للشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرتها العام الماضي عن عدد المعتقلين في سجون النظام.

حيث اعتقل النظام السوري على مدار أكثر من 12 عام مئات آلاف السوريين، بعمليات تعسفية أشبه بـ الخطف، إذ تتم العملية من دون مذكرة قضائية، وغالباً ما تكون قوات الأمن هي المسؤولة عنها، بعيداً عن السلطة القضائية.

“محمود ” 34 عاماً، أبٌ لطفلتين، ينحدر من مدينة سراقب شرقي إدلب، اعتقل في مدينة حماه، بعد تفييش هويته، لا يتذكر سوى تفاصيل اعتقاله التي باتت عصية على النسيان رغم عدم تذكره كثيراً من الأشياء في حياته، يقول: “ضربوني على رأسي ووضعوا قماشاً أسوداً على عيوني، ونقلوني في سيارة إلى أماكن عدة، أنا لا أعرف لأي مكان ذهبت ولا بأي سجناً كنت”.

يتعرض المعتقلون في سجون النظام إلى أساليب تعذيب مختلفة ومعاملة سيئة، نجا منها “محمود” بعد سبع سنوات، حيث ذاق خلالها مختلف أساليب التعذيب القاسية التي أدت إلى فقدان جزءاً من ذاكرته، يقول: “لم أتذكر من عائلتي سوى أمي وأخي الكبير”.

قتل آلاف المعتقلين خلال سنوات الحرب داخل معتقلات النظام، وتعددت طرق وفاتهم فمنهم من مات تحت التعذيب ومنهم من قضى خلال عمليات الإعدام الميداني، نجا “سيف” 40 عاماً، أبٌ لأربعة أطفال، يقيم في قرية (كفرزيبا) جنوبي إدلب، من الإعدام  الميداني سنة 2013، عندما كان “سيف” معتقل في سجن المركز الثقافي بمدينة معرة النعمان.

تعرض خلال اعتقاله لأبشع أنواع التعذيب، يروي لنا بعض أنواعها، فيقول: “الشبح والجلد بسلال الحديد هي أخف تعذيب تعرض له مقارنة مع صقع الكهرباء، وتذويب الجسم بالشمع”.

في فترة اعتقاله كانت فصائل الثوار في المنطقة تعمل على تحرير معرة النعمان من النظام، خلال مداهمتها للمركز الثقافي الذي كان حينها أشبه بسجن استخدمه النظام لزج الشبان فيه، وعند اقتراب دخول الثوار، قام أحد عناصر النظام برش المهاجع بالرصاص وتسبب بمقتل العشرات حينها، يروي لنا تفاصيل هذه الحادثة فيقول: ” كنت مشبوحاً عندما قام العنصر برش الرصاص خلال لحظات قليلة تحول المهجع إلى بحر دم، أصبحت الجثث منثورة في كل مكان”.

لا يغيب هذا المشهد عن ذاكرة “سيف”، فهو محفور في عقله، يقول إن “الدماء كانت تسيل من جسده، عندما تم إسعافه للمشفى، وهناك أخرج الأطباء من جسده  ثماني رصاصات وبقي ثلاث في جسده، تعالج على إثرها أكثر من ثلاث سنوات بين مشافي في الشمال السوري وتركيا”.

تطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان والمجتمع الدولي بالكشف عن مصير قرابة 102 ألف مختف في سوريا، 85% منهم لدى النظام السوري والبدء الفوري بالضغط على الأطراف جميعاً من أجل الكشف الفوري عن سجلات المعتقلين لديها.