Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صناعة الحلويات.. سيدة في إدلب تحول هوايتها إلى مشروع ناجح

SY24 -خاص

توجّت السيدة “ميس محمد” 49 عاماً، سنوات الخبرة الطويلة في صنع الحلويات ضمن منزلها في مدينة إدلب بمشروعها الخاص، وتمكنت خلال أربع سنوات من حجز مكان لها في سوق صناعة الحلويات والكيك بطريقة مميزة وبجودة تنافس الأصناف الفاخرة في الأسواق ومحلات صنع الحلويات الجاهزة.

شغف وحب لصنع الحلوى دفعها إلى احتراف المهنة، تقول إنها تعمل بفن وطاقة مليئة بالنشاط وحب العمل والإتقان، ليس لدافع مادي بل هي هواية مارستها منذ أكثر من عشرين عاماً وطورتها بالتجربة المستمرة وأدخلت عليها لمستها الخاصة، حتى أنها طرحت أصناف جديدة حملت ماركة “ميس للحلويات” ولاقت إعجاباً كبيراً من الذواقة حسب قولها.

بهمة ونشاط وأجواء خاصة تصنعها السيدة “ميس” في مطبخها يومياً، من فنجان القهوة إلى هدوء تام، وعلى أنغام الموسيقى الهادئة تتفنن في تلبية طلبات زبائنها من جميع أصناف الحلويات، تذكر لنا أنها تتقن صنع الحلويات الغربية الناشفة مثل البيتفور والغريبة والبسكويت والمعمول وغيرها الكثير، إضافة إلى مهارتها في صنع “الكاتو” لكافة المناسبات وتزيينه بلمسة فنية رائعة، ما جعل كل من يتذوق من حلوياتها يشجعها في صنع المزيد وبيعه حسب قولها.

تعيش السيدة مع زوجها في أحد أحياء مدينة إدلب، بعد سفر  جميع أولادها إلى الخارج بسبب الأحداث، تقول: إنها “تسلّي نفسها بالعمل، وتملأ وقتها، وتهرب من الإحساس بالوحدة و الشوق لهم إلى المطبخ، وخاصة بعد أن أصبحت صناعة الحلويات جزءاً من روتينها اليومي”.

حوّلت السيدة “ميس” مطبخها إلى ورشة صغيرة، تلبي بها طلبات زبائنها، إذ تستلم الطلبية منهم عبر صفحة  خصصتها لتسويق وعرض منتجاتها على منصة الفيسبوك، ساعدتها في ذلك زوجة ابنها، التي تتولى مسألة النشر والتسويق من مكان سكنها في تركيا.

تقول: إنها “قبل أربع سنوات عرضت الفكرة على أولادها لصنع وبيع الحلويات وأنواع الكيك من منزلها، بسبب وقت الفراغ الذي تعيشه وحبها للعمل، فهي غير قادرة على تمضية الوقت بلا إنتاج، وشجعتها زوجة ابنها كثيراً خاصة أنها ستكون المسؤولة عن استلام الطلبات وعرض صور المنتجات وبذلك تسهّل عليها مسألة التسويق.

تحرض السيدة “ميس” على انتقاء أفضل المواد في عملها، وأحياناً تستورد بعضها من تركيا مثل الشوكولا ومواد التزيين وقوالب الكيك والملونات الصحية وغيرها من مستلزمات العمل، تقول: إنها “تبحث عن الأفضل بغض النظر عن التكلفة، وتحصل على طعم مميز خال من الإضافات الصناعية أو المحسنات المستعملة في محلات الحلويات الأخرى، وهذا ما يميز منتجاتها عن غيرها وتشعر بذلك من إطراء زبائنها وشهادتهم بالجودة العالية التي يحصلون عليها، وتبيع المنتجات حسب التكلفة والجهد المبذول دون التقيد بتسعيرة السوق”.

السيدة “ميس” واحدة من مئات النساء السوريات المنتجات في الشمال السوري، اللواتي تحدين ظروف الحرب والنزوح والعيش في بيئة غير آمنة، ودخلنّ في سوق العمل والإنتاج بمقومات متواضعة ولكن بعزيمة وإصرار كبيرين، واستطعنّ أن يتركن بصمة وأثراً في شتى المجالات.