يحمل “صالح” لوحة الشطرنج مع قطعها المخصصة داخل علبة خشبية صغيرة، ويخرج من خيمته قاصداً جاره الذي يلعب الشطرنج بشكل جيد، فهو اعتاد على اللعب بها كل فترة قصيرة بهدف التسلية وتنشيط الذاكرة.
تُعد لعبة الشطرنج واحدة من أشهر وأقدم الألعاب اللوحية، يلعبها لاعبان على لوحة مرقعة باللونين الأسود والأبيض، بواسطة قطع مخصصة لكل لاعب مختلفة باللون تستخدم لمهاجمة وأسر قطع الخصم، وللدفاع عن بعضها البعض لتحقيق الهدف من هذه اللعبة وهو محاصرة ملك الخصم بوضعية لا يمكنه الفرار بعدها.
“صالح”، 55 عاماً، أبٌ لستة أولاد، نازح من بلدة (كفرنبل) جنوبي إدلب، يقيم في مخيم “الكمونة” جنوبي سرمدا، تعلم لعبة الشطرنج قبل 20 عاماً، وأصبحت هوايته المفضلة بعد نزوحه، يروي لنا سبب تعلقه بها، فيقول: “هي فرصة لجمع الأصدقاء والأقارب، إضافة إلى تنشيط الذاكرة وتعلم الصبر والتحدي والتنافس بين اللاعبين”.
يعود تاريخ لعبة الشطرنج إلى العصور الوسطى، وذلك بناءً على تصميم لوح الشطرنج وتقسيماتها، وأشكال القطع وكيفية حركة كل منها، تغيرت أشكال القطع وعددها وطريقة حركتها، أما الأسماء الحالية فهي من تسمية الأوروبيين.
تخضع لعبة الشطرنج إلى مجموعة من القوانين والقواعد حدّدها الاتحاد الدولي للشطرنج لتنظيمها، بالإضافة إلى مجموعة من القواعد الخاصّة بالهُواة، يروي لنا “صالح” أهم هذه القواعد التي تخضع إليها اللعبة، فيقول: “تُلعب هذه اللعبة باستخدام رقعة مربعة الشكل مقسمة إلى 64 مربعاً بنفس المساحة مشكّلةً صفوفاً وأعمدة، تتناوب ألوانها بين اللون الأبيض والأسود وتُرتّب عليها قطع كل لاعب المكونة من ملك ووزير وفيلَين وحصانين وقلعتَين وثمانية جنود”.
تبدأ المنافسة بين اللاعبين بعد تثبيت القطع على رقعة الشطرنج، بعض اللاعبين يحددون وقت لانتهائها، والبعض الآخر يفضل استمرارها حتى تنتهي بنتيجة معينة، “يمكن أن تنتهي اللعبة بعدة نتائج، إمّا الفوز أو الخسارة وإما التعادل، وكل ذلك وفقاً لقواعد معينة وثابتة”، حسب ما قال “صالح”.
تسعى الكثير من المنظمات الإنسانية في الشمال السوري إلى الاهتمام بهذه الرياضة الفكرية وتشجيع الكبار والصغار عليها، حيث قامت منظمة شفق في مدينة إدلب بعدة مسابقات، إحداها مسابقة خاصة لمبتوري الأطراف.
“رضوان”، 34 عاماً، أبٌ لطفلين، يقيم في مدينة إدلب، فقد قدمه اليسرى خلال قصف قوات النظام على المدينة قبل تسع سنوات، كان أحد المشاركين في تلك المسابقة وحصل على الجائزة الكبرى فيها، يذكر لنا سبب انضمامه إليها: فيقول: “لأثبت للعالم أنني قادر على العطاء، حتى وإن فقدت جزءاً من جسدي”.
تُعد لعبة الشطرنج لعبة منخفضة التكاليف، ومناسبة لتعليم العديد من المهارات لجميع الأعمار التي قد تجتمع معًا في المدرسة أو في نادي للشطرنج، كما أنها تُناسب ذوي الاحتياجات الخاصة.