Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الأدوية بريف دمشق.. تجارة رابحة لأصحاب النفوذ والسلطة!

SY24 -خاص

ارتفاع وتفاوت في أسعار جميع الأصناف الدوائية تشهدها معظم مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، بلغت ذروتها خلال شهر رمضان الجاري، فضلاً عن ارتفاع أسعارها بشكل مفاجئ ودون أي تصريح رسمي من قبل مؤسسات النظام الحكومية، أو مراعاة للوضع المعيشي المتدني لغالبية السكان.

مراسلنا في الغوطة الشرقية أكد أن أسعار الأدوية متغيرة بين صيدلية وأخرى مع ارتفاع غير مسبوق في معظم الأصناف الدوائية خلال الأسبوعين الأخيرين، مشيراً إلى أن كل صيدلية تضع تسعيرة خاصة بها مغايرة عن التسعيرة النظامية، وبات كل صيدلي يبيع الدواء بسعر خاص به حسب زيادة الطلب عليه من قبل المرضى.

على خلفية ذلك اشتكى أهالي في المنطقة من استغلال الصيدليات لسوء الوضع الصحي للمرضى وحاجتهم إلى أنواع محددة من الأدوية، وزاد من معاناتهم عدم ضبط الأسعار من قبل وزارة الصحة واللجان المسؤولة عن مراقبة أسعار الدواء واختلافها من مكان وآخر، أو إلزام الصيادلة بالبيع وفق التسعيرة الرسمية.

وأضاف أن الأهالي طالبوا وزارة الصحة والمعنيين بالأمر فرض تسعيرة موحدة لجميع الأدوية وطباعتها على  العلبة بحيث تظهر للعيان يتم الالتزام بها من قبل جميع الصيادلة والمراكز الطبية.

شكل هذا الاستغلال في قطاع الأدوية عبئاً كبيراً على الأهالي ولاسيما أصحاب الأمراض المزمنة، “أم يزن” من سكان الغوطة الشرقية واحدة منهم، تعاني من مرض الضغط وتحتاج يومياً تناول الدواء بجرعات معينة، وكل أسبوع تستهلك عبوة من الدواء قبل أن ترتفع أسعاره بشكل مضاعف وتصبح غير قادرة على دفع ثمنه وشرائه.

تقول “أم يزن” لمراسلنا: إن “الأدوية تشهد ارتفاعاً مستمراً منذ سنوات دون رقابة أو ضبط للأسعار، وأصبحت تنافس المواد الغذائية والسلع الأساسية التي تحتاجها كل عائلة يومياً من ناحية الغلاء، غير أنه من الصعب التخلي عن الأدوية مثل ماتم التخلي والاستغناء عن أصناف كثيرة من المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها، إذ يعد الدواء من الضروريات وخاصة لأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى السكري والضغط والقلب والكلى وغيرها.

ونوه المراسل حسب مصادر خاصة من أهالي المنطقة أن تجارة الأدوية باتت في عموم مناطق دمشق وريفها والغوطة الشرقية تقع تحت إشراف تجار مقربين من ضباط “الحرس الجمهوري” ومن ضباط ميليشيا “الفرقة الرابعة” وشخصيات معروفة بتعاونهم و علاقتهم وارتباطهم مع قيادات ميليشيا “حزب الله” اللبناني وميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.

وعليه فقد أصبح العمل في توزيع الدواء تجارة رابحة  يتقنها التجار المقربين من النظام، مستغلين معاناة الأهالي وفقرهم وحاجتهم الملحة للدواء وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يمكن التخلي عن الأدوية المخصصة لهم.

من الجدير بالذكر أن الفساد الذي تعيشه المناطق في ظل سيطرة النظام السوري والميليشيات الحليفة له استشرى كثيراً في السنوات الأخيرة، بسبب إهمال الوضع الخدمي للأهالي والتضييق عليهم تزامناً مع استمرار أزمات أخرى أبرزها الغلاء وانقطاع الكهرباء وشح المياه وأزمة المواصلات وانقطاع الوقود وغيرها من الأزمات المستمرة.