Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

نقش الحناء مهنة رائجة في الشمال السوري

SY24 -خاص

أتقنت “رنا” فن نقش الحناء منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأصبحت هذه المهنة مصدر رزق جيد لها ولعائلتها بعد أن فقد زوجها عمله إثر تعرضه لحادث سير، أدى لبتر قدمه اليسرى.

  

الحناء صبغة محضرة من نبتة “القناوية” أو نبتة الحناء، كانت تستخدم قديماً لصبغ شعر وأظافر المرأة العربية، تطورت هذه الصبغة مع الوقت وأصبحت ترسم بطريقة جميلة على جسد المرأة لتزيد من جمالها وأنوثتها.

“رنا” البالغة من العمر 32 عاماً، أم لثلاثة أطفال، تسكن في مدينة إدلب، وتعمل في إحدى صالونات التجميل بنقش الحناء برسومات مختلفة تبهر العين من شدة ترتيبها وأناقتها.

تحدثنا عن سبب اهتمامها بتلك المهنة، فتقول: “كنت أصبغ شعر جدتي مراراً، وأرسم بعض الرسوم البسيطة على يدها، فأصبحت لدي رغبة كبيرة في تطوير تلك الموهبة”.

سعت “رنا” إلى تطوير موهبتها بعد عجز زوجها فقامت بمتابعة بعض الفيديوهات التي تهتم برسم النقوش والزخارف العصرية، عبر تطبيق ( اليوتيوب)، تقول: ” كنت أطبق ما أتعلمه على أيدي أخواتي الصغار وبناتي، حتى أصبحت قادرة على تصميم أشكال مختلفة من الرسومات العصرية والمطلوبة من الزبائن بشكل كبير”.

تعاني “رنا”  من صعوبة تأمين نوع الحناء المفضل لدى السيدات، فتضطر بعد الأحيان إلى استخدام الأنواع الأخرى المتوفرة في السوق، تروي لنا كيفية تحضيرها تلك الصبغة فتقول: ” أضيف بعض الزيوت على مادة الحناء، وأضع فوقها صبغة حمراء أو سوداء حسب رغبة الزبونة، لتصبح العجينة ليّنة يسهل استخدامها “.

قديماً، وقبل ثلاثيين عام ، كان للحناء طقوس خاصة مرتبطة بالأعمال والمناسبات، اندثرت هذه العادة مع مرور الزمن، تحدثنا: ” فاطمة” سيدة ستينية، أم لسبعة أولاد، تسكن في جبل الزاوية، عن طقوس الحناء قديماً، فتقول: ” كان هناك حفلة خاصة للعرسين قبل العرس بيوم واحد، يحني العريس والعروس كف أيديهم، وذلك لزيادة جمال وجاذبية العروسين”.

يعد نقش الحناء من المهن الرائجة في الشمال السوري، وذلك بسبب رغبة النساء في تزين أنفسهن من خلال رسم بعض هذه الزخارف الرائعة، تقوم “لمى” البالغة من العمر 26 عاماً، بزيارة صالون التجميل كل فترة قصيرة، ترسم بعض النقوش على ساعدها وكتفها، فتقول: ” أحب النقوش الرومنسية التي تدل على الرقة والأنوثة كالوردة أو الفراشة”.

تفضل بعض النساء رسم النقوش الناعمة، كما تختصر بعضهن قصة حب لها من خلال نقش معين، تعمل “لمى” على تجديد نقش خواتم زواجها مع التاريخ كل فترة قصيرة، تقول: ” هذا النقش يعود بذاكرتي لذلك اليوم، كلما نظرت إليه”.

تغير اسم نقش الحناء في الفترة الماضية إلى اسم “التاتو” وأصبح هذا الرسوم موجودة جاهزة في الكثير من محلات مستحضرات التجميل، لكن بسبب بقاء الرسمة اليدوية لفترة أطول جعل الكثير من النساء يرغبن به.