Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تربية الدجاج البلدي تحقق استقراراً اقتصادياً في الشمال السوري

SY24 -خاص

تصحو ” ليلى” كل يوم على صوت ديك دجاجاتها، تحمل وعاء من القمح وتتوجه إلى القن، تطعم دجاجتها وتسقيهم، ثم تجمع البيض الموجود وتذهب به إلى سوق مدينة أريحا لبيعه، ثم تشتري بثمنه بعض احتياجات منزلها الضرورية.

أصبحت تربية الدجاج البلدي في الشمال السوري مصدر رزق للكثير من العائلات الفقيرة والنازحين في المخيمات، وذلك بسبب قلة مصروفها وإنتاجها الوفير التي تستطيع الأسرة من خلالها تأمين اكتفاءها الذاتي.

“ليلى” البالغة من العمر 31 عاماً، أم لخمسة أولاد، تسكن في قرية كفرلاته جنوبي إدلب، فقدت زوجها إثر قصف قوات النظام على قريتها قبل ثلاثة سنوات، وأصبحت هي المعيلة الوحيدة لأبنائها الصغار،بحثت طويلاً عن مصدر زرق ثابت لعائلتها، واعتمدت أخيراً على تربية الدجاج البلدي، تقول: ” ساعدني أخي في تأمين رأس المال، فاشتريت 15 دجاجة، وبنيت لهن قناً صغيراً لحمايتهن من الكلاب والثعالب الموجودة في المنطقة”.

اعتادت عائلة ” ليلى” على تناول لحم وبيض الدجاج البلدي، تحدثنا “ليلى” عن سبب رغبة أولادها في تناول منتجات دجاجاتها فتقول: ” بيض ولحم هذا الدجاج مفيد جداً، ولا يحتوي على الهرمونات كالفروج، إضافة إلى طعمه اللذيذ والمميز”.

تتميز تربية الدجاج البلدي عن باقي الحيوانات المنتجة بقلة مصروفها، تقول “ليلى” بأنها تطعم دجاجتها من الطعام الزائد في أغلب الأحيان، وتارة من بعض الحشائش المتوفرة بجوار منزلها، إضافة إلى القليل من القمح والشعير “.

يعتمد الكثير من مربي الدجاج على عملية التكاثر التي تزيد أضعاف العدد السابق، تحدثنا “ليلى” عن نجاح هذه العملية وزيادة عدد دجاجاتها، فتقول: ” قبل سنتين كان العدد 15 دجاجة، أما الآن أصبح عددهم 54 دجاجة بين صغيرة وكبيرة”.

يكثر إنتاج البيض البلدي في فصل الربيع وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة عن الشتاء، تقوم ” ليلى” بجمع حوالي 30 بيضة يوماً، تبقي منها 5 بيضات أولادها، وتبيع القسم المتبقي.تحدثنا عن أسعار البيض فتقول: “يرخص ثمنه في فصل الربيع فتباع الواحدة ب 6 ليرات تركية، أما في فصل الصيف والشتاء يصل سعر  البيضة الواحدة إلى 8 ليرات تركية”.

سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي في الشمال السوري، دفع الكثير من العوائل الفقيرة إلى تربية الحيوانات المنتجة بما فيها الدجاج البلدي، لحصولهم على مصروف ثابت دون الحاجة لأحد.