مخلفات الحرب تتسبب في مأساة بعيدة المدى شمال سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تحصد مخلفات الحرب أرواح المدنيين في الشمال السوري بشكل دائم، إذ يعيش ملايين الأهالي في منطقة موبوءة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، كنتيجة طبيعية لاستمرار قصف النظام وروسيا عليهم منذ سنوات وإلى اليوم.

حيث تتكرر حوادث القتل بسبب انفجار أجسام غريبة غير منفجرة من مخلفات الحرب في مناطق الشمال السوري كونها تحت مرمى نيران النظام وروسيا، حيث قتل مؤخراً عامل في ورشة تجميع الخردة وصهر الحديد بريف حلب الشرقي، إثر انفجار الجسم في الورشة أثناء العمل حيث تشكل مخلفات الحرب من الألغام والذخائر غير المنفجرة تهديداً كبيراً على حياة السكان.

وفي ذات السياق، أصدر فريق الدفاع المدني السوري تقريراً بمناسبة اقتراب اليوم الدولي للتوعية بمخاطر الألغام والمواد المتفجرة والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، الذي يصادف الرابع من نيسان من كل عام حسب ما أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ 2005.

وأشار البيان إلى وجود أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام موجودة بين منازل المدنيين وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال كنتيجة طبيعة  لقصف ممنهج طوال السنوات الـ 13 الماضية، وستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة.

وأكد الدفاع المدني أن فرقه ملتزمة في التوعية بالألغام برفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة الألغام والذخائر غير المنفجرة وتعزيز مجتمعات أكثر أماناً إذ يمتد خطرها على المدى الطويل وتعد أي قذيفة أو صاروخ لم ينفجر أو لغم بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر بأية لحظة وتسبب كارثة إن لم يتم التعامل معها قبل فوات الأوان.

وعليه فقد كشف تقرير مرصد الألغام الأرضية الذي ساهم فيه الدفاع المدني السوري أن سوريا سجلت للعام الثالث على التوالي، أكبر عدد من الضحايا الجدد للألغام المضادة للأفراد أو مخلفات الحرب القابلة للانفجار، حيث وثق التقرير 834 ضحية في عموم سوريا خلال العام 2022 والنصف الأول من العام 2023، ويعد التقرير بمثابة الأساس للعمل المنتظم للدول الـ 164 الموقعة على اتفاقية أوتاوا لحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد (APMBC) و اتفاقية الذخائر العنقودية (CCM).

وأضاف في بيانه أن خطر الألغام يؤثر بشكل مباشر على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة وعلى حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم، حيث تمكنت الفرق منذ بداية عملها من إزالة أكثر من 25 ألف ذخيرة من مخلفات الحرب منها أكثر 22.500 قنبلة عنقودية.

وأشاد التقرير بأهمية حملات التوعية من خلال تزويد السكان بالمعرفة والمهارات اللازمة لتجنبها، وتشمل حملات توعية حول كيفية التعرف على الألغام وغيرها من الذخائر غير المنفجرة، وتوفير التدريب على كيفية البقاء بأمان في المناطق التي قد تكون ملوثة، ويساعد رفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة بالألغام والذخائر غير المنفجرة في تقليل مخاطر الإصابة والوفاة وتعزيز مجتمعات أكثر أماناً.

يذكر أن الألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة تحرم مجموعات سكانية بأكملها من مصادر الحياة مثل المياه والأراضي الزراعية والرعاية الصحية والتعليم،فضلاً عن كونها تعيق أعمال الإغاثة وقد تحرم السكان من المساعدات الإنسانية ولها عدة آثار منها الجسدية والنفسية والبيئية  إذ تضر المتفجرات بالبيئة وتلوث التربة ومصادر المياه بمواد خطرة.

مقالات ذات صلة