Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

نساء إدلب يتحايلن على الغلاء لإعداد حلويات العيد

SY24 -خاص

تتحايل النساء في إدلب شمال سوريا، على ظروفهن المعيشية المتردية لتحضير حلويات العيد رغم ارتفاع تكاليفها هذا العام، رغبة منهن في إدخال البهجة والفرحة إلى قلوب عوائلهن، إذ تعد صناعة كعك العيد والمعمول وأصناف أخرى من الحلويات الشعبية طقساً مرتبطاً بالعيد ويعبر عنه حسب قول من تحدثنا إليهن من النساء.

“أم طه” جدة لأربعة أحفاد تعيش معهم في مدينة إدلب، تقول في حديثها إلينا أنها لا تتذكر أن عيداً مرّ عليها ولم تصنع قلائد الكعك المالح والمعمول وكعك الزيت خاصة أنها حلوى شعبية الحلويات مرتبطة بعادات وتقاليد مدينة إدلب.

غير أن السنوات السابقة كان لها حساب آخر حيث حرمت كثير من العائلات من ممارسة طقوس العيد وصناعة الحلويات إما بسبب تعرض الأهالي للقصف والنزوح وعدم الاستقرار، أو بسبب الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار، وبكلا الحالتين أصبحت مسألة الاستعداد لاستقبال المناسبات والأعياد أمرا مرهقاً على الأهالي ويزيد من أعبائهم المالية.

إذ تحتال “أم طه” على ظروفها المعيشية لإسعاد أحفادها وأهل بيتها، وتحرص على صنع كميات من كعك العيد بأبسط المكونات المتوفرة لديها، تخبرنا أنها خبأت كيس الطحين من السلة الإغاثية التي استلمتها آخر مرة، وجهزت مكونات الكعك من توابل خاصة به، إضافة إلى شراء السمن والزيت المخصص لصناعته، ثم أرسلت المكونات جميعها إلى أحد أفران الحلويات في المدينة لعدم امتلاكها فرناً في المنزل، والذي يقوم بعجن المواد و تقطعيها وشيّها مقابل 60 ليرة تركية على الكيلو الواحد ، في حين يصل سعر الكيلو الجاهز 120 ليرة.

تقول “نحن الأمهات نتفنن في خلق أجواء السعادة رغم كل الظروف التي نعيشها بقليل من التدبير والتوفير”.

وتختلف أسعار أنواع الحلويات باختلاف جودة المواد المستخدمة حيث يتراوح سعر كيلو البرازق بالسمن الحيواني 300 ليرة تركي، والسمن العادي 125 ليرة وكيلو المعمول العادي  بين 100_ 150 ليرة، ويتضاعف السعر إذا صنع بالسمن العربي.

هذه الأسعار المرتفعة حسب قول من تحدثنا إليهم جعلت عوائل كثيرة تستغني عن شراء الحلويات هذا العام أو صنعه في المنزل باعتبارها رفاهية حرموا منها كنوع من التأقلم مع وضعهم المعيشي السيىء، إذ ارتفعت تكاليف صناعة الحلويات بسبب غلاء أسعار المواد الأولية من السكر والطحين والسمن لتغيب رائحة الحلويات عن أسرٍ كثيرة في شمال غربي سوريا عجزت عن شرائها في ظل ارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة بشكل عام.