Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعيداً عن الوطن.. كيف احتفل السوريون بالعيد في الغربة؟

خاص - SY24

قضى “مجد” عيد الفطر الحادي عشر كباقي السنوات الماضية، بين ذكرياته المؤلمة ودموعه الحزينة ممزوجة بابتسامة لطيفة يحاول بها إخفاء حزنه خلال مكالمة هاتفية مع والدته التي حُرِمَ من تقبيل يدها يوم العيد منذ سنوات طويلة.

أصبح العيد للسوريين يومًا كباقي أيام السنة، فقد فقد بهجته بعد سنوات طويلة من الحرب أدت إلى تهجير ونزوح وغربة الكثير من السوريين وحرمانهم من بيتهم وأرضهم ووطنهم وابتعادهم عن أصدقائهم وأقاربهم.

“مجد”، البالغ من العمر 26 عامًا، هاجر من مدينته أريحا قبل إحدى عشر عامًا، بعد أن تعرض لإصابة في قدميه نتيجة استهداف منزلهم بشكل مباشر في إحدى المعارك بين قوات النظام والجيش الحر في جبل الأربعين عام 2013.

يحدثنا “مجد” عن تلك الحادثة، فيقول: “كان موقع منزلنا بالقرب من حاجز التل معرضًا للقصف في كل معركة، فقد هُدم قسمًا كبيرًا منه وأصيب أخي معي خلال تلك الحادثة التي كانت سببًا في هجرتي إلى لبنان”.

منذ تلك الحادثة لم يعد “مجد” قادرًا على البقاء في بلد لا تعرف إلا الموت والدمار والخوف، فهاجر إلى لبنان بعد أن تخلى عن دراسته وأصبح عاملًا في ورشة بناء.

تزوج من فتاة سورية مقيمة مع أهلها في بيروت، وأسس عائلة صغيرة، ويقول: “لا أفكر في العودة، رغم أنني أحن إلى الوطن بشكل كبير”.

يبدأ يوم العيد لـ “مجد” كما لباقي السوريين المغتربين عن أهلهم، بالاتصال مع والديه للمعايدة عليهم، يقول: “لا يمكنني السيطرة على دموعي وأنا أسمع غصة الشوق والبكاء في صوت والدتي”.

يقتصر العيد لـ “مجد” على معايدة أقاربه وأصدقائه المقيمين في المناطق القريبة منه، كما يذهب برفقة عائلته إلى إحدى الملاهي في المدينة، لينتهي العيد في مساء يوم الجمعة ويعود إلى عمله في ورشة البناء صباح يوم السبت.

اعتاد السوريون المقيمون في المخيمات على حياة جديدة، رغم صعوبتها لكنهم مجبرون عليها، حُرِمَ “أبو أنس”، البالغ من العمر 52 عامًا، أب لستة أولاد، يسكن في مخيم قريب من الحدود السورية التركية من زيارة قبر والديه يوم العيد، بعد نزوحه من بلدته كفرنبل بريف إدلب الجنوبي قبل أربع سنوات.

يحدثنا عن أجواء العيد في المخيم، فيقول: “حرمنا من زيارة قبور أحبائنا، وأصبح العيد يقتصر على زيارة أقاربنا المقيمين في المخيم وجيراننا”.

يحاول السوريون إظهار بهجتهم وسعادتهم بيوم العيد رغم الأوجاع في قلوبهم، التي خلفتها سنوات الحرب الطويلة من موت وتهجير ونزوح ودمار.