Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أب وابنه يتناوبان على السجن لسداد الدين!

SY24 -خاص

تدين ” محمد” مبلغاً من المال لإجراء عمل جراحي لأخيه المعاق يستطيع من بعده الوقوف على قدميه، لكن النتيجة حالت دون ذلك، العملية فشلت وصاحب الدين بدأ يطالب بحقه.

انخفاض أجور عمال المياومة وقلة فرص العمل في الشمال السوري، أدت إلى تدني الوضع الاقتصادي والمعيشي في المنطقة وخاصةً النازحين في المخيمات.

“محمد” 31 عاماً، أب لثلاثة أولاد، يسكن في مخيم عشوائي على الحدود السورية التركية بعد أن نزح وعائلته من ريف حماه الشمالي قبل خمس سنوات.

يعمل “محمد” في إحدى ورش البناء كعامل مياومة، ليأمن مصروف عائلته وأهله وأخيه المعاق من خلال أجرته البسيطة التي لا تتجاوز 100 ليرة تركية.

منذ حوالي ثلاثة أعوام، تدين ” محمد” مبلغاً من المال، لإجراء عمل جراحي لأخيه،  يمكنه من الحركة  واللعب مع أطفال المخيم وتحقيق حلمه وإدخال يدخل الفرحة إلى أخيه الوحيد البالغ من العمر 11 عاماً.

يحدثنا “محمد” عن نتيجة العملية، فيقول: “لم تكن النتيجة كما توقعنا أخي ما زال عاجزاً لا يستطيع الحركة، ولم يحقق حلمه في الوقوف على قدميه”.

بعد مضي فترة المهلة التي منحها صاحب الدين لمحمد، قدم شكوى بحقه، يطالبه بالمبلغ الذي تدينه منه.

لكن “محمد” لم يستطيع تأمين المبلغ، فدخل السجن حسب قرار قاضي المحكمة، يقول: “سجنت أول مرة ستة أشهر، ثم خرجت ودخل أبي بدلاً عني، أيضاً بعد مضي ستة أشهر من سجن والدي تبادلنا الأدوار”.

هكذا أمضى “محمد” ووالده فترة سجن دامت أكثر من سنة ونصف، يتناوبون على السجن ينتظرون الفرج حتى يستطيعون سد الدين بشكل كامل وتنتهي القضية.

سمع إحدى أعضاء منظمة “الأمل ” بهذه القصة،  فتكفلت المنظمة بالمبلغ وتم إخراج ” محمد” من السجن.

“فرحة لا يمكن وصف سعادتي بها، تخلصت من الدين وعدت إلى أطفالي أحبابي” حسب ما قال “محمد”.

في أول أيام العيد، تفاجأت العائلة بخروج ابنهم إليهم، بعد فترة سجن طويلة،  ليعود إلى بيته ويعيش بين أحبابه وأهله وتكبر وتزداد أواصل المحبة والألفة بين أفراد تلك العائلة البسيطة.