Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

من التاريخ إلى الحاضر.. تأثير شقائق النعمان على الاقتصاد المحلي بإدلب

SY24 -خاص

في فصل الصيف من كل عام، يزور التاجر “أبو عبدو” منطقة سهل الروج غربي مدينة إدلب، ليشتري كميات كبيرة من الأعشاب البرية المجففة التي جمعها الأهالي لبيعها والاستفادة من ثمنها.

يُعد فصل الربيع فرصة جيدة للفقراء، يستغلونها في جمع الأعشاب البرية والطبية المطلوبة للتجار، فتكون مصدر رزقهم الذي يستطيعون من خلاله تأمين اكتفائهم الذاتي.

“أبو عبدو”، 34 عامًا، تاجر للأعشاب البرية، يقيم في مدينة جسر الشغور غربي إدلب، ينشط عمله منذ بداية شباط حتى نهاية الربيع في أواخر شهر نيسان.

في حديث خاص لمنصة SY24، قال: إن “فصل الربيع فرصة عمل موسمية لتجار الأعشاب والعاملين على جمعها”.

يجمع خلال هذه الفترة كميات كبيرة من الأعشاب المختلفة، من بينها نبتة “شقائق النعمان”، حيث يعمل على تجفيفها وبيعها في الأسواق المحلية أو تصديرها إلى الخارج.

تنتشر تلك النبتة بكثرة في سهل الروج وريف جسر الشغور، لذلك يلجأ الكثير من الأهالي إلى جمعها وبيعها للتجار.

“أم محمود”، امرأة أربعينية، تسكن في بلدة “بسنقول” غربي إدلب، تعمل هي وأولادها الخمسة في جمع شقائق النعمان طيلة موسمه في شهر آذار، بعد أن اعتقل زوجها قبل إحدى عشر عامًا.

تقول “أم محمود”: “أعمل أنا وأولادي بأجر يومية، نجمع شقائق النعمان لأحد التجار طيلة اليوم، مقابل 100 ليرة تركية للشخص الواحد”.

تتشابه شقائق النعمان مع نبتة الخشخاش، بالألوان وشكل الأوراق.

تتحدث “أم محمود” عن الفرق بين نبتة الخشخاش وشقائق النعمان، فتقول: “نبتة شقائق النعمان والخشخاش لها عدة ألوان مثل الأحمر والأصفر والأبيض والبنفسجي، وتحتوي أزهار الخشخاش على 4 – 6 أوراق، بينما تحتوي شقائق النعمان على زهور مزدوجة وكبيرة الحجم”.

تستخدم أزهار شقائق النعمان في علاج أمراض الرئة والربو، كما تعتبر مفيدة بشكل كبير للسعال الجاف ومسكن لألم المعدة والأعصاب.

تباع تلك النبتة في الأسواق المحلية كما تصدر إلى عدة دول، أبرزها تركيا ومصر ودول الخليج. يقول “أبو عبدو” إن سعر الكيلو الواحد من أزهار شقائق النعمان وصل هذا العام إلى 7 دولارات أمريكية.

يُروى قديمًا أن أحد ملوك الحيرة، وهو النعمان بن منذر، قد عشق هذه الزهرة وطلب أن تزرع في الحديقة حول قصره، بالتالي يعتقد أنها سميت بهذا الاسم نسبةً إليه، وفي رواية ثانية يُقال إن هذه الزهرة قد نبتت على قبر الملك النعمان بن منذر، الذي يشهد له التاريخ بشجاعته، بعد ما قتله ملك الفرس دهسًا بالفيلة، وذلك عندما رفض الخضوع له.