Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

التلاعب بأرواح السكان في الغوطة الشرقية.. ما علاقة الاستخبارات؟

SY24 -خاص

انتشرت مواد غذائية معلبة منتهية الصلاحية في عدد من أسواق الغوطة الشرقية خلال الأيام القليلة الماضية، مما أدى إلى حدوث حالات تسمم غذائي بين المدنيين الذين استهلكوها، بحسب ما ذكر مراسلنا في المنطقة.

 

وقال مراسلنا: إن “عدداً من المحلات التجارية المتطرفة التي تبيع هذه المواد ولاسيما المعلبات على علم بانتهاء صلاحيتها وفسادها، رغم ذلك لم تتوقف عن بيعها للأهالي أو التخلص منها خوفاً من الأضرار التي قد تصيب المواطنين أثناء تناولها”. 

 

على خلفية ذلك بعد ازدياد حالات التسمم الغذائي من قبل الأهالي، قُدمت شكاوى إلى الجهات المعنية في حكومة النظام لتفعيل دور الرقابة والتموين ووضع حدٍ لحالات الفساد والاستهتار بأرواح المواطنين، مطالبين بسحبها من الأسواق ومخالفة التجار وأصحاب المحال التجارية المسؤولين عن بيعها ونشرها في المنطقة. 

 

حيث سجل الأسبوع الماضي 13 حالة تسمم من أبناء الغوطة، بينهم 8 أطفال معظمهم من العوائل الفقيرة وذات الدخل المحدود التي تبحث عادة عن المواد الغذائية الأكثر رخصاً لتشتريها دون الانتباه إلى تاريخ الصلاحية أو الجودة. 

 

ورجح مصدر خاص لمراسلنا، أن هذه المواد غالباً ما تباع بغطاء من تجار مرتبطين بمخابرات النظام أو قادة  بالميليشيات الإيرانية العاملة في مناطق ريف دمشق، الذين بدورهم نشروا هذه المواد الفاسدة علناً بالاتفاق مع الضباط والقياديين لتسهيل أمور البيع بلا رقابة وترويجها  بأسعار مخفضّة عن سعرها الحقيقي.

 

 وأكد المصدر ذاته أن كثيراً من المواد والمعلبات تصل عن طريق التهريب من لبنان عبر المعابر غير الشرعية التي تشرف عليها ميليشيا “الدفاع الوطني” وميليشيا “حزب الله” اللبناني، وتوزع في الغوطة الشرقية ومناطق من ريف دمشق على يد تجار محليين متعاونين مع تلك الميليشيات.

 

وأضاف أن هؤلاء التجار المرتبطين بالنظام يضعون المواد والمعلبات منتهية الصلاحية داخل مواد نظامية ويوزعونها للمحلات والمستودعات بأسعارها الحقيقية دون إخبارهم بوجود المعلبات المنتهية الصلاحية ضمنها.

 

وعن دور لجان التموين التابعة لوزارة الصحة، أكد مراسلنا أن دورها لا يتعدَ ضبط مخالفات في المحلات الصغيرة، وإطلاق تصريحات حول ملاحقة التجار والمستودعات المخالفة التي تبيع مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك مع عدم الاقتراب من كبار التجار والمسؤولين عن التوزيع والبيع. 

 

وفي سياق متصل سبق وأن عُرضت مواد غذائية مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية على بسطات كثيرة في شوارع العاصمة دمشق، تسببت بحالات تسمم غذائي عديدة لخلوها من معايير الصحة العامة. 

 

يذكر أن حوادث مماثلة تكررت بشكل كبير في مناطق النظام، كانت منصة SY24 قد تناولتها بتقارير مفصلة، تفيد بوجود عشرات المواد الغذائية التي تباع على البسطات في الأسواق والطرقات العامة رغم أنها منتهية الصلاحية أو مواد إغاثية مخزنة لوقت طويل خط عليها عبارة “غير مخصصة للبيع” في إشارة إلى كونها مخصصة بالمجان للفقراء والمحتاجين.