إدلب: الجفاف يهدد المحاصيل الشتوية والأشجار المثمرة

Facebook
WhatsApp
Telegram
إدلب: الجفاف يهدد المحاصيل الشتوية والأشجار المثمرة

خاص - SY24

يتزايد القلق بين المزارعين في ريف إدلب، خصوصًا في قرى جبل الزاوية، مع استمرار موجة الجفاف واحتباس الأمطار التي تهدد المحاصيل الزراعية ومصادر دخلهم بشكل مباشر، المزارع أسامة زيدان، الذي يعيش في إحدى قرى المنطقة، يعبر عن مخاوفه قائلاً لمنصة سوريا ٢٤: إنه “جهز أرضه منذ أسابيع لزراعة الكمون، إلا أن شح الأمطار منعه حتى الآن من المضي قدمًا في زراعته”. ورغم أنه يرى أن الوقت لم ينفد بعد، إلا أن استمرار الجفاف قد يحرمه من زراعة الكمون والحمص، وهما من المحاصيل التي تزرع في هذا الوقت وتعتمد بشكل كامل على مياه الأمطار.

تأثير الجفاف على المحاصيل المزروعة

من جانبه، أشار المهندس الزراعي موسى البكر في حديث خاص لمنصة سوريا ٢٤ إلى أن تأثير الجفاف لا يقتصر على المحاصيل التي لم تزرع بعد، بل يمتد ليشمل المواسم المزروعة منذ فترة، مثل القمح والشعير وحبة البركة واليانسون، وأضاف البكر أنه إذا استمر الجفاف حتى نهاية الشهر الحالي، فإن هذه المحاصيل قد تتعرض لأضرار كبيرة، لكن هطول الأمطار في الفترة المقبلة قد يكون كفيلًا بإنقاذها، ومع ذلك، حذر من أن استمرار الجفاف حتى فبراير قد يتسبب بأزمة زراعية حقيقية تؤثر على الموسم بشكل عام.

ارتفاع التكاليف والقلق من الخسائر

مئات المزارعين في ريف إدلب يواجهون تحديات كبيرة، حيث بدأ بعضهم في ري المزروعات يدويًا لتحسين فرص بقاء محاصيلهم على قيد الحياة، مما يحملهم تكاليف مالية باهظة قد تفوق قدراتهم. ومع ذلك، تبقى معظم المحاصيل البعلية، التي تشكل حوالي 85% من الزراعة في إدلب، معتمدة بالكامل على الأمطار، ما يفاقم من المخاوف في ظل استمرار انحباسها.

مخاطر على المحاصيل الشتوية والأشجار المثمرة

المهندس أنس رحمون أوضح في حديث لمنصة سوريا ٢٤ أن المحاصيل الشتوية، رغم أنها لا تزال في وضع “الأمان الهش”، إلا أن هذا الوضع قد لا يستمر لأكثر من أسبوعين إذا لم تتغير الظروف المناخية، ولفت رحمون إلى أن المحاصيل البقولية والقمح والشعير تعاني من العطش، لكن التأثير الأكبر يظهر بشكل واضح على الأشجار المثمرة، خاصة أشجار اللوزيات في جبل الزاوية، حيث يؤدي الجفاف وارتفاع درجات الحرارة إلى تعطيل العمليات الزراعية، مثل رش الزيت الشتوي، وزيادة احتمالية تعرضها للصقيع الذي قد يسبب أضرارًا جسيمة.

أما أشجار الزيتون، التي تعتمد بشكل كبير على أمطار شهر كانون الثاني الجاري لنموها الطبيعي، فتواجه خطرًا حقيقيًا مع استمرار الجفاف، ونصح رحمون المزارعين الذين يستطيعون ري الأشجار وسقايتها بأن يبادروا إلى ذلك لتقليل الأضرار المحتملة.

الزراعة في مواجهة الجفاف

مع استمرار احتباس الأمطار، يعيش المزارعون في إدلب حالة من الترقب والخوف على محاصيلهم، فالأزمة الحالية ليست مجرد تهديد لمصدر دخلهم، بل تنذر بأزمة زراعية قد تؤثر على الأمن الغذائي في المنطقة إذا استمرت الأحوال الجوية على هذا النحو.، وفي ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معلقًا على تغير الأحوال الجوية وهطول الأمطار في الوقت المناسب لإنقاذ المواسم الزراعية التي تعتمد عليها شريحة كبيرة من سكان المنطقة في معيشتهم.

مقالات ذات صلة