ريف دمشق: بوادر تحسّن تدريجي رغم التحديات الخدمية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد مناطق ريف دمشق تحولات متعددة على الصعيدين الخدمي والمعيشي، في ظل الجهود المبذولة لتحسين الأوضاع بعد سنوات من التدهور الذي خلفه النظام السابق، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة، فإن هناك بوادر تحسن تدريجي، خاصة مع عودة بعض الأهالي المهجرين وبدء مبادرات محلية لتحسين الخدمات.

معاناة مستمرة ومبادرات فردية

يعاني ريف دمشق الغربي من فراغ كبير في المؤسسات الخدمية، نتيجة الفساد الذي كان مستشريًا في النظام السابق، بالإضافة إلى النقص الحاد في الكوادر المؤهلة.

يحيى الصفدي، أحد أبناء مدينة كناكر، أوضح لمنصة “سوريا 24” أن: “هناك معاناة كبيرة خدمياً بسبب الفراغ الكبير في المؤسسات التي تركها النظام السابق، إضافة إلى الفساد الذي كان مستشريًا والنقص في الكوادر”.، ومع ذلك، أشار إلى وجود محاولات فردية ومبادرات محلية من قبل لجان تشكلت حديثًا لرفع سوية الخدمات قدر الإمكان، رغم محدودية الإمكانيات.

تحديات تعيق العودة الكاملة للأهالي

لا تزال عودة الأهالي المهجرين إلى ريف دمشق الغربي محدودة، حيث تشير التقديرات إلى أن نسبة العائدين لا تتجاوز 30% من إجمالي المهجرين، وأوضح الصفدي أن “عودة الأهالي لا تزال ضعيفة، باستثناء الذين كانوا مهجرين في الشمال السوري”.

أما بالنسبة للمهجرين خارج سوريا، فإن تأخر عودتهم لا يرتبط بضعف الخدمات أو البنية التحتية فقط، بل أيضًا بظروف تتعلق بمدارس أبنائهم أو ارتباطهم بأعمال ووظائف في مناطق إقامتهم.

اعتماد كامل على التحويلات الخارجية

يعتمد الأهالي في ريف دمشق الغربي بشكل كامل على التحويلات المالية من الخارج، حيث إن الرواتب المحلية لا تكفي لتغطية احتياجات الأسرة ليوم واحد.

وأكد الصفدي أن “الأهالي يعتمدون فقط على الحوالات الخارجية، ولا يوجد اعتماد على الرواتب المحلية، لأنها لا تكفي ليوم واحد لأسرة متوسطة”.، ويزيد هذا الوضع الاقتصادي الصعب من معاناة السكان، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية وعدم انتظام الخدمات العامة.

خدمات أساسية ومطالب ملحّة

يواجه سكان ريف دمشق الغربي نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، حيث تشكل مشاكل المواصلات والإنترنت والمياه والكهرباء أبرز التحديات.

وأشار الصفدي إلى أن “احتياجات الناس اليوم تتمثل في حل مشاكل المواصلات، وتحسين خدمات الإنترنت والمياه والكهرباء، بالإضافة إلى تحسين الواقع الصحي وتوفير التدفئة والمحروقات”، كما أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان.

شكاوى الأهالي: فساد سابق وتردّي الخدمات

يعاني الأهالي من تردّي الخدمات العامة، والتي تعود إلى المشاكل التي خلفها النظام السابق. وأكد الصفدي أن “التيار الكهربائي لم ينتظم بشكل مستمر بسبب المشاكل التي خلفها النظام السابق”، بالإضافة إلى ذلك، يشكو السكان من الفساد الذي كان مستشريًا في المؤسسات الحكومية، والذي أدى إلى تدهور البنية التحتية وتراجع الخدمات العامة.

بوادر تحسن وجهود رسمية

رغم التحديات، هناك بوادر تحسن في بعض المناطق، حيث بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها، حيث قال قيس الحسن، أحد العائدين إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، لمنصة “سوريا 24”: “إن الوضع بدأ يتحسن نوعًا ما، والناس بدأت تتنفس عقب سقوط نظام الأسد السابق”.

وأضاف: “بعد سقوط نظام الأسد، يواجه ريف دمشق تحديات اقتصادية كبيرة، فعلى الرغم من توفر بعض السلع الأساسية والتحسن التدريجي في الأسواق، فإن المنطقة لا تزال بحاجة إلى جهود كبيرة لتحقيق التعافي الاقتصادي والنهوض بمستوى المعيشة للسكان”.

وأكد قائلًا: “إن تعافي اقتصاد ريف دمشق يتطلب جهودًا متواصلة ودعمًا مستمرًا من الحكومة والمجتمع الدولي، إذ يجب التركيز على إعادة بناء البنية التحتية، ودعم الزراعة، وخلق فرص العمل، وتحسين الخدمات الأساسية، وتطوير القطاع الصناعي. وبتكامل هذه الجهود، يمكن لريف دمشق أن يشهد تعافيًا اقتصاديًا ويساهم في بناء مستقبل أفضل لسوريا”.

المحافظ يجري جولة تفقدية لبلدات الريف الدمشقي

من جهته، أجرى محافظ ريف دمشق جولة تفقدية مؤخرًا، التقى خلالها برؤساء البلديات في المنطقة لمناقشة القضايا والمشاكل التي تعاني منها المنطقة، حسب المكتب الإعلامي لمحافظة ريف دمشق.

وخلال الجولة، تم استعراض أبرز العقبات التي تعيق سير العمل، وشرح طبيعة المرحلة الحالية، ومناقشة الخطط التنموية والحلول المقترحة للنهوض بالبنية التحتية والخدمات العامة، كما تمت زيارة بلديات المنطقة لمناقشة الأوضاع الخدمية للمدن والبلدات، والاستماع إلى طلبات الأهالي.

ورغم أن ريف دمشق يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين الخدمي والمعيشي، فإن الجهود الفردية والمبادرات المحلية، بالإضافة إلى الخطط الرسمية، تبعث بعض الأمل في تحسين الأوضاع.

ومع عودة جزء من الأهالي المهجرين، تبقى الحاجة ملحّة لتوفير الخدمات الأساسية وتحسين البنية التحتية، حتى تشهد المنطقة نهضة حقيقية تعيد لها الحياة التي فقدتها خلال سنوات الصراع.

مقالات ذات صلة