كشف وزير النقل في حكومة تصريف الأعمال، بهاء الدين شرم، عن خطط حكومية تهدف إلى استبدال السيارات القديمة بمركبات أحدث، في إطار جهود تحسين قطاع النقل في سوريا.
وأوضح في تصريحات لموقع “العربي الجديد” أن المشكلة لا تكمن فقط في تقادم السيارات، بل في عدم قدرة البنية التحتية الحالية على استيعاب العدد المتزايد من المركبات، مشيراً إلى أن شوارع سوريا لا تزال تعج بمركبات يعود تاريخ تصنيعها إلى ما قبل عام 1980، ما يجعل من الصعب إحداث تغيير جذري دون مراعاة الواقع الحالي.
وأضاف أن البلاد تمتلك مئات الآلاف من سيارات الأجرة العمومية القديمة، ولا يمكن ببساطة إلغاؤها من الخدمة لمجرد السماح بإدخال مركبات أحدث، مما يستدعي وضع خطط انتقالية تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
كشف شرم أن الحكومة تدرس استبدال جميع سيارات النقل العام بمركبات كهربائية بالكامل، مشيرًا إلى أن الدراسات الخاصة بالمشروع لا تزال قيد الإنجاز، وأن هناك عروضًا مقدمة من شركات عالمية لتنفيذ هذه الخطة، إلا أن تطبيق المشروع يحتاج إلى وقت طويل بسبب تكلفته العالية، وقد يستغرق سنوات للوصول إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
وفي إطار الجهود الرامية لمعالجة مشكلة السيارات القديمة، أوضح الوزير أن هناك دراسة تجري بالتعاون مع إدارة الجمارك العامة للنظر في إمكانية استبدال السيارات القديمة، إما عبر إخراجها من البلاد بعد إسقاط لوحاتها، أو تنسيقها داخل سوريا مقابل إعفاءات جزئية من الرسوم الجمركية.
إلى جانب مشكلة المركبات القديمة، أكد شرم أن وضع الطرقات في سوريا، وخاصة داخل المدن، بات غير قادر على تحمل أعداد السيارات المتزايدة، حتى دون استيراد مركبات جديدة، وأشار إلى أن شبكة الطرق في دمشق، على سبيل المثال، لا تزال مهيأة لتخديم متطلبات عام 1960، في حين أن الاحتياجات الفعلية لعام 2025 تفوق بكثير إمكانياتها الحالية.
وأكد الوزير أن وزارة الأشغال العامة والطرق تعمل على خطط لإعادة تأهيل وتوسيع شبكة الطرق، سواء داخل المدن أو على الطرق العامة والدولية، بهدف تحسين انسيابية الحركة المرورية وتخفيف الاختناقات، ورغم أن هذه المشاريع تمثل خطوة ضرورية لتطوير قطاع النقل، فإن تنفيذها يتطلب ميزانيات ضخمة وظروفًا مواتية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.