نفت مصادر محلية من داخل مدينة حمص في حديثها لمنصة سوريا ٢٤، الأنباء التي تداولتها وسائل إعلام مقربة من النظام السابق، مؤكدة أنها أن هذه الادعاءات عارية تماماً عن الصحة، وأن ما حدث على أرض الواقع يختلف جذرياً عما يتم الترويج له.
وزعمت هذه الأنباء أن المنتفضين ضد فلول النظام السابق قاموا بأعمال تخريب طالت الممتلكات العامة والخاصة في عدد من أحياء المدينة، مثل الزهراء، الحضارة، والنزهة.
محمود سليمان، أحد الناشطين المحليين في حمص، أكد في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن الاتهامات الموجهة للأهالي أو حتى لقوات الأمن بتخريب الممتلكات هي محاولات مضللة لتبرير أعمال العنف التي تقوم بها فلول النظام السابق.
وأوضح سليمان أن ما شهدته بعض الأحياء كان نتيجة رد قوات الأمن على إطلاق نار مصدره أحد الأبنية السكنية، حيث كانت فلول النظام تحاول استفزاز قوات الأمن العام وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأضاف سليمان: “قوات الأمن متواجدة لحماية المدنيين بشكل كامل، ولم يكن هناك أي داعٍ للتخريب لأن الأهالي هم من يعملون بجهد كبير لإعادة تأهيل المدينة بعد سنوات من الدمار”.
من جانبه، أكد إبراهيم قيسون، أحد سكان مدينة حمص في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن الحديث عن تخريب الممتلكات على يد الأهالي أمر غير منطقي، خاصة وأن معظم عمليات إعادة الإعمار التي شهدتها محافظة حمص كانت نتيجة مبادرات أهلية محلية.
وأشار إلى أن ضعف تمويل مؤسسات الدولة وعدم تفعيل منظمات المجتمع المحلي ترك المجال للأهالي ليقوموا بأنفسهم بإصلاح ما دمرته الحرب.
وقال قيسون: “من غير المنطقي أن يقوم من يساهم في إعادة بناء المدينة بتخريبها، وإذا كان هناك تخريب، فهو بلا شك نتيجة أعمال فلول النظام السابق أو المجرمين الذين كانوا يستفيدون من الفوضى خلال فترة سيطرة النظام السابق، ويحاولون الآن العودة إلى ممارساتهم السابقة”.
وركز قيسون على أهمية التعايش المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري، مبيناً أن الهدف الأساسي من الثورة هو بناء بلد تسود فيه المساواة واحترام الحقوق: “يجب أن تفهم باقي الطوائف أننا نسعى لبناء سوريا جديدة تكون فيها الحقوق متساوية للجميع، لكن ما يقوم به بعض ضعاف النفوس من فلول النظام يدفع الجميع نحو المواجهة، وقد رأينا جزءاً من حجم التضحية التي يمكن أن يقدمها أبناء شعبنا للحفاظ على مكتسبات الثورة”.
وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تحركات مفاجئة لفلول النظام السابق في الساحل السوري، حيث حاولوا زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودفع هذا الأمر بقوات الأمن العام ووزارة الدفاع السورية إلى إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة إلى الساحل السوري، قادمة من حمص ومناطق أخرى، لمواجهة هذه التحركات المشبوهة.
بدوره، أفاد مكتب العلاقات العامة في مجلس محافظة حمص في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن “الأمن العام كان متواجدًا في المنطقة، ولم تحدث أي عملية تخريب، والأمور كانت طبيعية جدًا”، مبينا أن ما حصل هو إطلاق نار على قوات الأمن من قبل أحد فلول النظام في شارع الحضارة”.
وعلى الرغم من المحاولات المستمرة لبث الفتنة وإشعال الفوضى، خرج أهالي حمص في مظاهرات حاشدة أعربوا خلالها عن دعمهم الكامل لقوات الأمن العام وإدارتها للعمليات العسكرية ضد فلول النظام السابق، حيث أكد المتظاهرون أنهم لن يسمحوا لأحد بعرقلة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في المدينة.