طرطوس: رصاص الفلول يحاصر مشفى بانياس لساعات ..الرواية الكاملة

Facebook
WhatsApp
Telegram

قبل ساعات من موعد الإفطار، كان مدير مشفى بانياس والكادر الطبي ينهون عملهم ويجولون على المرضى، قبل التحضير لموعد الإفطار، حين باغتهم دوي الرصاص في فناء المشفى.

استمر إطلاق النار حتى وقت متأخر من الليل، مع محاصرة مسلحين من فلول النظام البائد للمشفى، ومنعهم دخول أو خروج المرضى، قبل أن ينفذوا إعدامات ميدانية بحق عشرة عناصر من الأمن العام، بينهم مصابون جراء استهداف دورية لهم تحت جسر العنازة.

مدير المشفى: مشاهد مروعة

مدير المشفى، المهندس عبد الإله محمود، بدا مصدومًا مما جرى. “لم يكن في المشفى أي مقر أمني، فقط حراس مدنيون، ومع ذلك كان الهجوم مروعًا”، يقول محمود لمنصة سوريا 24، مؤكدًا أن المسلحين استهدفوا العاملين عشوائيًا، وأعدموا الحراس بدم بارد. إضافة إلى منعهم وصول مرضى الكلى والسرطان إلى المشفى لتلقي العلاج، ليتركوا المشفى محاصرًا حتى ظهر اليوم التالي.

نجاة بأعجوبة وروايات الناجين

في ظل الأجواء المشحونة، فوجئت دورية للأمن العام قرب جسر العنازة بوابل من الرصاص، ليسقط 12 عنصرًا بين قتيل وجريح. من نجا منهم روى لمنصة سوريا 24 كيف نقل المصابين إلى مشفى بانياس، قبل أن تداهمهم الفلول وتقتل العشرات وتخطف آخرين لتصفيتهم ميدانيًا.

عنصر آخر من الأمن العام وصف لمنصة سوريا 24 المعركة داخل المشفى قائلاً: “لم يتجاوز عددنا عشرة، نصفنا مصاب، لكننا تمكنا من منع الفلول من اقتحام المبنى، حتى وصلت التعزيزات الأمنية التي فكّت الحصار وطردت المهاجمين”.

ووزارة الداخلية تقرّ بحدوث تجاوزات

ما جرى في بانياس ليس حادثًا معزولًا، بل يأتي في سياق تصاعد التوتر في الساحل السوري، مع مقتل العشرات من الأمن العام والجيش، وسقوط مدنيين في الاشتباكات، بينهم ثلاثة من عائلة النزهة وطالبة من القامشلي أصابها رصاص طائش في اللاذقية. في المقابل، نشر المعارض سمير حيدر عبر “فيسبوك” أن مسلحين محسوبين على الحكومة قتلوا شقيقه خلال عمليات التفتيش في بانياس، بالتزامن مع انتشار مقاطع فيديو مؤلمة، بينها سيدة تبكي إلى جانب أربع جثث قائلة: “إذا لم تكونوا قادرين على مواجهة الدولة، فلماذا تحاربونها؟”، في إشارة إلى أنهم قد يكونوا من مسلحي فلول النظام البائد.

وسط هذا المشهد، أقرت وزارة الداخلية في بيان رسمي بوجود “تجاوزات فردية”، محملة المسؤولية لتدفق حشود شعبية غير منظمة نحو الساحل، بعد اغتيال عناصر الأمن على يد الفلول. وأكدت أنها تعمل على ضبط الأوضاع ومنع الانتهاكات.

تقدم عسكري وإدانات عربية

في المقابل، أعلنت القوات السورية تحقيق تقدم ميداني، مع فك الحصار عن الكلية البحرية، واستعادة السيطرة على مناطق في جبلة والقرداحة، حيث تحصنت الفلول على الجسور وحولتها إلى نقاط حصار.

الهجوم، الذي قيل إنه مدعوم من إيران، لاقى إدانات عربية واسعة، حيث أعلنت السعودية دعمها للدولة السورية ورفضها لما وصفته بـ”أعمال الخارجين عن القانون”، فيما أصدرت الأردن وقطر بيانات مماثلة.

اتهامات لإيران وروسيا بدعم الفلول

لم يمر التصعيد في الساحل دون ردود فعل غربية، إذ غرّد السيناتور الأميركي جو ويلسون قائلاً: “الجزار الأسد يحاول استعادة السلطة في سوريا، لكنه يختبئ في موسكو ويحظى بالدعم الروسي”. كما اتهم إيران بتحريض السوريين على التمرد وزعزعة الاستقرار بالتنسيق مع روسيا، مطالبًا بإخراج البلدين من سوريا تمامًا.

لمشاهدة التقرير مصور مع مدير مشفى بانياس:
https://www.youtube.com/watch?v=J62ZVXWIPWg

مقالات ذات صلة