أحداث الساحل السوري.. تصعيد منسق أم فوضى عفوية؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكد عدد من المحلليين السياسيين في حديثهم لمنصة سوريا ٢٤، أن سوريا تمر بأخطر مرحلة عقب سقوط النظام السابق، بالتزامن مع وتر الطائفية والأقليات الذي تلعب عليه إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى، وسط السؤال الأبرز كيف يمكن للحكومة السورية الجديدة تدارك ما يجري؟

ووسط ما يحصل من تطورات، يبرز السؤال المحوري: هل ستنجح هذه الأجندات الخارجية في جر سوريا إلى هاوية جديدة، أم أن إرادة الشعب ستصنع فارقًا؟

أحداث معدة ومنسقة مسبقاً

وبدأت الأحداث تتسارع ليلة الخميس، حين اندلعت اشتباكات عنيفة مناطق متفرقة من الساحل السوري، مستهدفة قوات “الأمن العام” التابعة للإدارة الجديدة.

ولم تكن تلك الهجمات مجرد أعمال عشوائية، بل وصفتها الرواية الرسمية في دمشق بأنها “معدة مسبقًا ومنسقة”، في مؤشر واضح على وجود تخطيط محكم وراءها.

وبعد ساعات قليلة فقط، ظهر بيان على منصات التواصل الاجتماعي يعلن تشكيل “المجلس العسكري لتحرير سوريا”، وهو كيان غامض أثار موجة من التكهنات حول أهدافه وداعميه.

وجاء في البيان أن “المجلس” يسعى إلى “تحرير كامل التراب السوري من جميع القوى المحتلة والإرهابية وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية وديمقراطية وإسقاط النظام القائم وتفكيك أجهزته الطائفية القمعية”.

لكن ما أثار الريبة هو الاسم الذي ارتبط بهذا التشكيل: دلا، القائد السابق لـ”قوات الغيث” في ميليشيا “الفرقة الرابعة” التي كان يشرف عليها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السابق بشار الأسد، الأمر الذي ألقى بظلال من الشك حول دور فلول النظام السابق في هذه التحركات، مع تلميحات إلى دعم خارجي قد يكون إيرانيًا أو حتى إسرائيليًا.

تهديد إيراني مبطّن

وفي طهران، بدا الموقف الرسمي متذبذبًا بين التحذير والتلويح بالتهديد، ففي الوقت الذي حذرت فيه وزارة الخارجية الإيرانية، من أن العنف في سوريا قد يؤدي إلى “عدم استقرار إقليمي”، اعتبر الباحث السياسي رشيد حوراني في حديثه لمنصة سوريا ٢٤، أن: “إيران تقف أمام واقع إقليمي مختلف عما سبق، ولم يعد بإمكانها الاعتماد على أدواتها التقليدية من الميليشيات بسبب توافق دولي يحد من حركتها، ولذا، تلجأ إلى منحيين: الأول معلن يظهر حرصها على استقرار سوريا، والثاني خفي يحمل طابع التهديد بالخراب”.

وأضاف حوراني أن إيران تسعى إلى “تجهيز جيش من الفلول لتحريك الأوضاع في سوريا”، مشيرًا إلى أن الإعلام الإيراني تبنى ما حدث في الساحل تحت مسمى “جبهة المقاومة السورية”. ورأى أن هذه الخطوة تهدف إلى “إرباك الإدارة الجديدة، وجرها إلى حرب طائفية، وتعكير صفو الجانب التركي الداعم لها”، وفي هذا السياق، يبدو أن طهران تحاول استعادة نفوذها الذي خسرته مع سقوط الأسد، عبر تنشيط خلايا نائمة تضم قادة أمنيين وعسكريين سابقين، إلى جانب شبيحة وعناصر من عائلة الأسد، مدعومين بالسلاح والعتاد.

دور إيران “الشيطاني”

من جانبه، الكاتب السياسي فراس السقال ذهب في حديثه لمنصة سوريا ٢٤ إلى أبعد من ذلك، واصفًا الدور الإيراني بـ”الشيطاني”.

ولفت إلى أن: “إيران تريد إعادة ما خسرته بعد تحرير سوريا، فتعمل على تعزيز وجودها العسكري عبر تنظيم فلول النظام النائمة، التي تضم قادة من أجهزة الأمن والمخابرات في نظام بشار البائد، وبعض الشبيحة وأبناء عائلة الوحش، إلى جانب قادة من الفرقة الرابعة الهاربين”.

وذكر أن: “هذه الحملة الخبيثة تتزامن مع حملة إعلامية مضللة يقودها وزراء ومسؤولون إيرانيون، لإشعال فتيل الطائفية وتقسيم سوريا إلى دويلات”.

إسرائيل تضغط بورقة الأقليات

في المقابل، لم تكتف إسرائيل بدور المتفرج، فقد حذر وزير دفاعها، يسرائيل كاتس، من تصاعد العنف في سوريا، متهمًا الإدارة السورية الجديدة بارتكاب “مجازر” ضد العلويين.

وفي بيان رسمي، قال كاتس: “الجولاني خلع جلبابه وارتدى بدلة ليظهر وجهًا معتدلًا، لكنه اليوم أسقط القناع وكشف عن حقيقته كإرهابي جهادي من مدرسة القاعدة”.

وفي هذا الجانب، أشار رشيد حوراني إلى أن إسرائيل “تضغط بورقة الأقليات، وخاصة الدروز، لتحقيق مكاسب من الإدارة الجديدة”، موضحا أن: “الشيخ موفق طريف، الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، يمتلك أتباعًا في سوريا، وهو ما تحاول تل أبيب استغلاله ليس حبًا بالدروز، بل لضمان أمن حدودها أو لدفع الإدارة السورية نحو التطبيع”.

وتابع: “إسرائيل لا تمانع الفوضى في سوريا إذا ضمنت لها ذلك إضعاف أي قوة معادية على حدودها”.

وفي هذا السياق، تتزامن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول “حماية الأقليات” مع غارات جوية متكررة على مواقع في جنوب سوريا، مما يعزز الشكوك حول دورها في تأجيج التوتر، حسب حوراني.

مقالات ذات صلة