أدانت الأمم المتحدة وعدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة طارئة عُقدت يوم الخميس، الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي السوريّة، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي ولسيادة سوريا. وطالب المشاركون في الجلسة بضرورة وقف التصعيد فورًا، واحترام اتفاق فضّ الاشتباك في الجولان لعام 1974.
الأمم المتحدة: هجمات متكرّرة وسقوط ضحايا مدنيّين
أكّدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية نفّذت خلال الأسابيع الماضية هجمات جويّة متعدّدة استهدفت دمشق، حماة، وحمص، إلى جانب عمليات بريّة أفضت إلى مقتل تسعة مدنيّين، وتدمير بنى تحتيّة حيويّة.
وقال وكيل الأمين العام لعمليات السلام إنّ “وجود الجيش الإسرائيلي في سوريا يهدّد الاستقرار الإقليمي”، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال احتلّت مواقع داخل المنطقة العازلة في الجولان، ودمّرت طرقًا رئيسيّة، وعرقلت شبكات المياه والاتصالات في بعض المناطق، خاصة في القنيطرة.
وأوضح أن بعثة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك (أندوف) تواصل مهامها على الحدود، وقد رصدت تحرّكات عسكريّة إسرائيليّة داخل المنطقة العازلة، مؤكّدًا التواصل مع كلٍّ من السلطات السوريّة الجديدة وإسرائيل، وشدّد على أهميّة تعزيز الرقابة الدوليّة ومنع وجود أيّ قوات عسكريّة داخل تلك المناطق.
كما طالبت الأمم المتحدة إسرائيل بإنهاء القيود المفروضة على حركة المدنيّين في الجولان المحتل، واعتبرت أن أيّ خطط للبقاء في الأراضي السوريّة “تتعارض مع الاتفاقيات الدوليّة”.
مواقف الدول الأعضاء: إجماع على احترام السيادة السوريّة
مندوب الجزائر وصف الغارات الإسرائيليّة بأنها “انتهاك واضح للقانون الدولي”، مؤكّدًا تسبّبها في سقوط ضحايا مدنيّين. ودعا إلى انسحاب فوري وكامل من الأراضي السوريّة، ورفع العقوبات المفروضة على دمشق.
فيما شدّد مندوب الصين على تجاهل إسرائيل “الموقف الدولي الرافض لتلك الاعتداءات”، وطالب بوقفها فورًا، فيما اعتبر مندوب باكستان الهجمات “انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي”، مؤكّدًا أنها تقوّض جهود السلام وتمسّ بسيادة سوريا ووحدتها.
من جانبه، كشف مندوب روسيا أن إسرائيل نفّذت أكثر من 700 غارة جويّة على الأراضي السوريّة منذ عام 2011، واعتبر أن ما يحدث يمثّل “خرقًا خطيرًا للسيادة السوريّة”، مطالبًا بدعم المرحلة الانتقاليّة الجارية، ورفض الحلول المفروضة من الخارج.
أمّا مندوبة بريطانيا فرحّبت بتشكيل الحكومة السوريّة الجديدة، لكنها أعربت عن قلقها من أن الضربات الإسرائيليّة قد تهدّد جهود الاستقرار في البلاد.
مندوب فرنسا أشار إلى أن سوريا دخلت في “عمليّة انتقال سياسي تاريخيّة”، مشدّدًا على أن أيّ محاولة لتقسيم البلاد “لن تصبّ في مصلحة أحد”.
في المقابل، عبّرت مندوبة الولايات المتحدة عن دعمها للمخاوف الأمنيّة الإسرائيليّة، قائلة إنّ “واشنطن تشارك إسرائيل قلقها من أن تتحوّل سوريا إلى قاعدة للإرهاب”، لكنها رحّبت بإشارات من تركيا وإسرائيل لتجنّب التصعيد، مؤكّدة أن “الحكم على النظام السوري سيكون بالأفعال لا الأقوال”.