أطلقت الجمعية الطبية السورية الألمانية، مطلع نيسان الجاري، مبادرة طبية تطوعية حملت عنوان “نبضنا واحد”، بمشاركة أكثر من 80 طبيبًا وطبيبة من أبناء الجالية السورية في ألمانيا، في خطوة تهدف إلى دعم القطاع الصحي داخل سوريا، وتقديم خدمات علاجية وجراحية مجانية، إلى جانب تعزيز التبادل العلمي بين الأطباء السوريين في الخارج ونظرائهم في الداخل.
وبحسب ما أكده الدكتور عبيدة بطه، عضو مجلس إدارة الجمعية وأحد منسقي المبادرة، في تصريح خاص لموقع سوريا 24، فإن وفد الأطباء سيواصل أعماله حتى 30 نيسان، ويغطي اختصاصات طبية وجراحية متعددة، منها: الداخلية القلبية، الداخلية الهضمية والتنظير الهضمي، الجراحة العامة، الأذن والأنف والحنجرة، النسائية والتوليد، والعينية، وأشار إلى أن جميع الخدمات تُقدَّم مجانًا للمرضى في عدد من المحافظات السورية
وأضاف بطه في حديثه: أن “المبادرة تأتي بعد جهود طويلة من التنسيق مع وزارة الصحة والجامعات السورية، جميع المشاركين في الوفد تطوعوا بشكل كامل، وتحملوا تكاليف السفر والإقامة بأنفسهم، بهدف دعم زملائهم داخل سوريا، وبناء جسور تواصل معرفي وإنساني طويل الأمد”.
تركز المبادرة أيضًا على الجانب الأكاديمي، إذ نُظّمت عشرات المحاضرات وورشات العمل في جامعات ومشافي حلب، دمشق، إدلب، حمص، وحماة، بمشاركة أطباء من الوفد وخبرات محلية.
وتناولت الورش مجالات متعددة كالتخدير، الإنعاش القلبي، الجراحة التنظيرية، الطب النفسي، والتنظير الهضمي، وتهدف إلى تحقيق تبادل علمي وأكاديمي بين الكوادر الطبية السورية المحلية ونظرائهم في الخارج، وفق أحدث الأساليب المعتمدة عالميًا.
وتسعى الجمعية إلى تحويل “نبضنا واحد” إلى نقطة انطلاق لبرامج طبية مستقبلية تشمل إرسال وفود طبية دورية، وتنفيذ تدريبات تخصصية مستمرة، بالتعاون مع المؤسسات الصحية السورية، كما تشمل الخطط المستقبلية دعم البنية التحتية عبر تجهيز أقسام طبية وتعزيز القدرات المحلية.
وأكد بطه أن المبادرة ليست فقط نشاطًا طبيًا، بل أيضًا رسالة تضامن إنساني، تعبّر عن ارتباط الأطباء السوريين في المهجر بوطنهم وزملائهم في الداخل، وتقديرًا لصمودهم وكفاءتهم رغم الظروف الصعبة.
وفي سياق متصل بالدعم الطبي الدولي، أطلقت منظمة “عبر الأطلسي للإغاثة الإنسانية – AHR”، بالتعاون مع وزارة الصحة، حملة طبية في سوريا بمشاركة أكثر من 400 متطوع، بينهم 135 طبيبًا من جنسيات مختلفة، لتقديم العلاج المجاني لآلاف المرضى في دمشق، حمص، حلب، وإدلب.
ومطلع شهر نيسان الحالي، قالت شام جمعة، المسؤولة الإعلامية للمنظمة، في تصريح لموقع سوريا 24: “نخوض أول حملة طبية لنا داخل سوريا بعد 13 عامًا من العمل في المخيمات، ونأمل أن تكون هذه الخطوة بداية دعم مستدام للقطاع الصحي”.
وتتضمن الحملة عمليات جراحية، وعيادات متنقلة، ودعمًا نفسيًا، وتدريبات مهنية للأطباء المحليين، بالإضافة إلى مشاريع لإعادة تأهيل أقسام طبية متوقفة وتزويد المستشفيات بأجهزة متطورة.
وتمثل مبادرتا “نبضنا واحد” و”AHR” نقلة نوعية في دعم القطاع الصحي السوري، وتُظهر أهمية التعاون بين الطاقات السورية في الداخل والخارج، لتحقيق استجابة صحية فعالة ومستدامة، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها هذا القطاع الحيوي.
