شهدت مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي معرضًا خُصص لعرض نتائج مشروع دعم المشاريع الصغيرة، الذي نفذته منظمة WHH الألمانية، واستهدف تمكين عشرات العائلات من خلال مساعدتهم على إطلاق أعمال صغيرة توفر مصدر دخل مستدام.
ضم المشروع نحو 200 مستفيدًا ومستفيدة موزّعين على خمسة مواقع، شملت مخيمات المحبة 2 والقلوب الرحيمة والنور لذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب مناطق داخل مدينة أعزاز وقرية ملهم.
وتمثّل هذه المبادرة محاولة لإعادة تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي في بيئة ما تزال تعاني من تبعات الحرب والنزوح.
فؤاد، منسق المشروع، أوضح في حديث خاص مع موقع سوريا 24، أن المستفيدين حصلوا على تدريب متكامل في مجالات الإدارة، والتسويق، والمحاسبة، إلى جانب تمويل أولي أتاح لهم إطلاق مشاريعهم.
وأضاف أن “المشاريع تنوعت بين أكشاك غذائية، ومحال خياطة، ومشاغل يدوية، ومبادرات خدمية، وأكثر من 38% من هذه المشاريع أصبحت مصدر الدخل الأساسي لأصحابها خلال أشهر قليلة”.
من القصص التي لفتت أنظار الزوّار خلال المعرض، قصة غزالة أحمد سعيد، وهي أرملة نازحة تعيش في مخيم القلوب الرحيمة، حصلت غزالة على دعم مالي قُدّر بـ1200 دولار، وتمكّنت من حضور دورة تدريبية في الخياطة.
بدأت مشروعها الخاص من منزلها في المخيم، وتقول لموقع سوريا 24: “كنت أبحث عن أي فرصة تساعدني على إعالة أطفالي الستة. اليوم لديّ عمل خاص، ومنتجاتي بدأت تجد طريقها إلى الأسواق القريبة”.
وفي مخيم “النور” المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، أطلق عدد من المستفيدين مشروعًا مشتركًا لصناعة الصابون ومنتجات العناية بالبشرة، يُدار من قبل شبّان يعانون من إعاقات حركية، في خطوة تعكس روح التحدي والإصرار رغم الظروف الصعبة.
أُقيم المعرض في أحد المراكز المجتمعية بمدينة أعزاز، وجمع المستفيدين مع منظمات إنسانية وممثلين عن المجالس المحلية، ما أتاح لهم عرض منتجاتهم، والترويج لها، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتسويق.
وفي سياق متصل، التقط مراسل سوريا 24 “شهم أرفاد” صورًا من قلب المعرض، وثّقت جانبًا من المشاريع والمنتجات التي قدمها المستفيدون.
المبادرة، كما يؤكّد القائمون عليها، ليست مجرّد مشروع تمكين محدود الأثر، بل نموذج لإعادة الإعمار الاقتصادي من القاعدة، يقوم على الاستثمار في الإنسان قبل البنية التحتية.
وتُعد هذه المشاريع الصغيرة أداة فعّالة في مواجهة البطالة وتقليل الاعتماد على المساعدات الإغاثية، خصوصًا في المجتمعات المتضرّرة والمخيّمات.
رغم التحديات المرتبطة بضعف الأسواق المحلية وارتفاع التكاليف التشغيلية، يُعوّل المستفيدون على استمرار الدعم مستقبلاً، وعلى وجود خطط لتوسيع التسويق خارج المنطقة.
كما يأمل البعض في الحصول على تمويل إضافي لتوسيع أعمالهم، وخلق فرص عمل لأفراد أسرهم أو لمجتمعهم المحلي.