في ظل أجواء التوتر والقلق التي تعيشها الساحة السورية بعد الأحداث الأمنية في أشرفية صحنايا بريف دمشق يوم الأربعاء، وجّه الداعية الإسلامي الدكتور محمد راتب النابلسي دعوة إلى السوريين لضبط النفس وتغليب لغة العقل، محذرًا من خطورة الانجرار وراء الشائعات والدعوات التصعيدية.
وأكد النابلسي أن “سوريا قد تحررت، والسوريون ذاقوا طعم الحرية بعد عقود”، مشددًا على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية وتنوع النسيج الاجتماعي، ورفض أي محاولات للتحريض أو التقسيم.
وأضاف: “الانتساب إلى طائفة معينة ليس تهمة، فالسوريون سواء في الحقوق والواجبات”، معتبرًا أن “الاستقواء بالخارج خيانة كبرى ونقض لمبادئ المواطنة والسلم الأهلي”. كما دعا إلى الوعي في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا النشر بـ”أمانة ومسؤولية”، ومؤكدًا أن “المواطنة الحقة تظهر في رفض الاعتداء على الآخرين ومحاسبة المجرمين”.
في المقابل، أصدر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، بيانًا شديد اللهجة وصف فيه حكومة دمشق بأنها “هيئة تدّعي أنها حكومة”، متهمًا إياها بفقدان ثقة الأهالي وبارتكاب “قتل جماعي منظم” عبر مجموعات مسلحة تابعة لها، على حد تعبيره.
واعتبر الهجري أن ما يحدث في السويداء يعكس نمطًا متكررًا شهدته مناطق سورية أخرى، مطالبًا بتدخل دولي عاجل لحماية المدنيين، واصفًا دعوات الحماية الدولية بأنها “حق مشروع لشعب يتعرض للإبادة”.
وختم بيانه بمناشدة المجتمع الدولي الخروج عن صمته، مؤكدًا أن “الوضع الراهن يستدعي تدخلاً فوريًا ومباشرًا”، مطالبًا بنشر قوات لحفظ السلام في المنطقة.