زيارة الشيباني إلى نيويورك: محطات دبلوماسية ورسائل سياسية من قلب الأمم المتحدة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

وصفت سالي شبوط، مسؤولة قسم المناصرة في المنتدى السوري، زيارة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى نيويورك بأنها “ناجحة بكل المقاييس”، مشيرة إلى أن الأوساط الدبلوماسية في الأمم المتحدة أبدت مفاجأة إيجابية بأداء الوزير، وسط أجواء من التفاؤل الحذر في أروقة المنظمة الدولية.

وأوضحت سالي أن المنتدى السوري واكب الزيارة ميدانيًا داخل مقر الأمم المتحدة، مشددة على أن الحضور الخارجي الطويل للمنتدى ساهم في بناء شبكة من العلاقات والثقة على المستويين المحلي والدولي.

كما لفتت إلى وجود تردّد واضح لدى الحكومة السورية فيما يخص آليات العدالة الانتقالية، مؤكدة أن المنتدى، إلى جانب منظمات سورية مستقلة وخبرات فردية، على استعداد للمساهمة الفاعلة في هذا المجال.

ألقى الوزير الشيباني خلال الزيارة كلمتين رسميتين، الأولى في مجلس الأمن حول قضايا الشرق الأوسط، حيث وجّه انتقادات لاذعة لإسرائيل واتهمها بإفشال مساعي الاستقرار في الجنوب السوري، رغم مطالب الجالية السورية اليهودية بتحقيق ذلك. أما الكلمة الثانية، فكانت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال تقديم تقرير الآلية الدولية المستقلة المحايدة، وقد وصفتها سالي بأنها “لحظة تاريخية”، في ضوء إعلان الحكومة عن إنشاء هيئة للعدالة الانتقالية وأخرى خاصة بالمفقودين، إلى جانب دعوة الوزير لرفع فوري للعقوبات المفروضة على سوريا.

وبشأن دور المنتدى، أوضحت سالي أن المنتدى لم يكن جزءًا من التنسيق الرسمي للزيارة، لكنه شارك في كل الاجتماعات والنقاشات إلى جانب الوفد السوري، كما هو الحال في جولات المناصرة التي ينظمها المنتدى سنويًا.

وشارك الشيباني أيضًا في مراسم رفع العلم السوري الجديد في مقر الأمم المتحدة، واصفًا الحدث بأنه “يوم تاريخي”، مؤكدًا أن هذا العلم يمثل إعلانًا لمرحلة جديدة تنبع من معاناة طويلة وتعكس وعدًا بالتغيير.

وأضافت سالي أن أجهزة الأمم المتحدة، إلى جانب عدة دول أعضاء، تؤكد على ضرورة دعم الحكومة السورية الجديدة، لكنها في الوقت نفسه تطالب بتسريع خطوات الإصلاح، لا سيما إزالة العوائق أمام عودة الكفاءات السورية وتشجيعهم على لعب دور رئيسي في مرحلة ما بعد النزاع.

كما أشارت إلى تقارب ملموس بين واشنطن وموسكو في الملف السوري، وسط تباين في تقييم سرعة التقدم المحقق من قبل الحكومة، مضيفة: “الجميع متفق على أن التغيير يجب أن يكون بقيادة سورية. الجميع مستعد للانتظار، ولكن يبقى السؤال: إلى متى؟”

وفي ما يتعلق بالعقوبات الأميركية، شددت سالي على أن الطريق لا يزال معقدًا وطويلًا، مؤكدة أن ملفي المقاتلين الأجانب والعدالة الانتقالية يُعدان أساسيين ضمن أي مسار تفاوضي، لا سيما بعد تداعيات أحداث الساحل على صورة الحكومة الجديدة.
وفي سياق متصل، عقد الشيباني اجتماعًا مع مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية في نيويورك، في أول لقاء من نوعه منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة. ووفق مصادر مطلعة، ناقش الطرفان وثيقة سورية تتضمن ردودًا على ثمانية مطالب أميركية، من بينها تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية المتبقية، استبعاد المقاتلين الأجانب من المناصب العليا، وتعيين ضابط ارتباط للمساعدة في كشف مصير الصحفي الأميركي المفقود، أوستن تايس.

كما شملت زيارة الشيباني لقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ووزيري خارجية فرنسا والبرتغال، إضافة إلى اجتماع رمزي مع ممثلين عن الجالية السورية اليهودية في الولايات المتحدة. واختُتمت الجولة بلقاءات تشاورية مع عدد من مندوبي الدول الأعضاء.

وفي ختام تصريحها، أكدت سالي أن المنتدى السوري سيواصل جهوده في نيويورك وواشنطن لدفع مسارات الحل السياسي والإنساني في سوريا، مشددة على ضرورة إعادة تمويل الوكالة الأميركية للمساعدات الإنسانية، وعلى أن العدالة الانتقالية في سوريا لا يمكن أن تكون إلا وطنية، سورية، وبقيادة السوريين أنفسهم.

مقالات ذات صلة