يشكو سكان ريف الرقة من ارتفاع كبير في أجور النقل، بعد قرار الإدارة الذاتية رفع سعر مادة المازوت مطلع شهر نيسان/أبريل الفائت، الأمر الذي انعكس سلباً على مختلف مناحي الحياة اليومية في المنطقة، وخاصة على التنقل بين الريف والمدينة.
ووفقاً للقرار، ارتفع سعر لتر المازوت من 33 سنتاً إلى 55 سنتاً، ما أدى إلى موجة من الاستياء الشعبي، لا سيما في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب الدعم الكافي للقطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع النقل العام.
وقال مصطفى العباس (37 عاماً)، وهو من سكان قرية الكرامة في ريف الرقة الشرقي، إن أجور النقل من قريته إلى مدينة الرقة ارتفعت من 10 آلاف إلى 15 ألف ليرة سورية. وأضاف: “أعمل في سوق الخضار بأجر شهري لا يتجاوز 150 دولاراً، وأضطر لاستخدام حافلات النقل يومياً، وهو ما يزيد من الأعباء على عائلتي، خاصة بعد ارتفاع تكاليف النقل”.
أما الطالب علاء الجماسي (18 عاماً) من قرية اليمامة في ريف الرقة الغربي، فعبّر عن استيائه أيضاً، إذ بات يتكبد 30 ألف ليرة سورية يومياً للتنقل إلى المدينة لمتابعة دروسه الخصوصية، بعد أن كانت الأجور لا تتجاوز 20 ألفاً، مشيراً إلى أن الارتفاع في الأسعار أرهقه مع مصاريفه الدراسية الأخرى من قرطاسية وأجور مدرسين.
وبحسب أصحاب وسائل النقل، فإن ارتفاع أجور النقل بنسبة تصل إلى 50% يعود إلى الزيادة الكبيرة في سعر المازوت، بالإضافة إلى تكاليف الصيانة التي تفاقمت بسبب سوء الطرق ورداءة نوعية الوقود المتوفر.
يقول غسان العلي (39 عاماً)، وهو سائق حافلة نقل تعمل على أحد الخطوط البرية في الرقة، إن الكمية المدعومة من المازوت التي يحصل عليها من مكتب النقل لا تغطي سوى ثلث الحاجة لكل رحلة. ويضيف: “أضطر لشراء بقية الكمية من السوق السوداء بسعر 8000 ليرة للتر الواحد، نظراً للازدحام الشديد في محطات الوقود التابعة للإدارة الذاتية، مما يزيد من تكاليف التشغيل ويجبرنا على رفع أجور الركاب”.
من جانبه، كشف مصدر في اتحاد السائقين التابع لمجلس الرقة المدني أن هناك دراسة قيد الإعداد لزيادة مخصصات الوقود للسيارات المرخصة، وفقاً لطول المسافة التي تقطعها. وأكد المصدر وجود لجان رقابة لمتابعة التزام السائقين بالتعرفة الرسمية، مع فرض غرامات وسحب رخص بحق المخالفين.
يُذكر أن أزمة النقل باتت تشكل عبئاً متزايداً على المواطنين في ظل غياب الحلول العاجلة، وسط مطالب شعبية بإيجاد آلية عادلة لضبط الأسعار وضمان توفر المحروقات بأسعار مناسبة تدعم الفئات العاملة والطلاب في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية.