رغم الجهود المعلنة لإعادة تأهيل المدينة الجامعية في حلب، فإن واقع الطلاب اليوم يكشف عن فجوة بين الوعود والتنفيذ. من انقطاعات الكهرباء إلى تردي الخدمات الصحية وارتفاع الأسعار، يعيش آلاف الطلبة في ظروف معيشية صعبة، تحاول الإدارة مواجهتها ضمن إمكانيات محدودة.
مطالب الطلاب وهمومهم
في حديثه لمنصة سوريا 24، يرى الطالب إبراهيم الملا من معهد تقانة الحاسوب أن الوضع المعيشي في تحسّن ملحوظ على عدد من الأصعدة: “الكهرباء، الحمامات، المغاسل، والنظافة باتت مقبولة إلى حد كبير”، مضيفًا أن هناك بعض المطالب السابقة المتعلقة بالتمديدات الصحية تم الاستجابة لها جزئيًا، مما انعكس إيجابًا على ظروف الإقامة.
لكن هذه الصورة الإيجابية لا تنسحب على الجميع. فالطالب أحمد العكلة يصف المشهد من زاوية مختلفة، ويؤكد لمنصة سوريا 24 أن أبرز التحديات الحالية تكمن في الانقطاعات الطويلة للكهرباء، التي وصلت في بعض الأيام إلى ست ساعات متواصلة، إضافة إلى غياب أي صيانة صحية حقيقية.
ويقول إن “مياه الصرف تتسرب في الطوابق العليا”، منتقدًا الارتفاع الهائل في الأسعار داخل سوق المدينة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية على القاطنين في المدينة الجامعية.
من جهته، يشير محمد قطيني، الطالب في كلية الهندسة المدنية، إلى أن الاكتظاظ داخل الغرف يمثل أحد أبرز أشكال المعاناة اليومية، مطالبًا بتقليص عدد المقيمين من أربعة إلى اثنين.
ويدعو عبر منصة سوريا 24 إلى توفير الإنترنت وتفعيل التدفئة المركزية، معتبرًا أن “التمييز بين الوحدات والخدمات غير مقبول ويضرب مبدأ المساواة بين الطلاب”.
الطالبة أسماء الحاج حسين من معهد إدارة الأعمال تختار تسليط الضوء على جانب آخر من الأزمة، وهو ما وصفته بـ”الإرث الإداري الفاسد” الذي ما زالت آثاره قائمة.
تؤكد أسماء لمنصة سوريا 24 أن الرشاوى كانت منتشرة قبل التحرير، ومع أن الظروف تبدلت، فإن بعض المسؤولين ما زالوا في مواقعهم، مما يضع علامات استفهام حول الإصلاح الحقيقي.
كما نددت بتراكم النفايات داخل كليات مثل الآداب والعلوم، وبتأخر تسليم البطاقات الجامعية للطلبة رغم مرور أكثر من نصف العام الدراسي.
الإدارة توضح: أولويات محددة وإمكانيات محدودة
في رده على ما أُثير من انتقادات، أوضح مدير المدينة الجامعية بحلب، محمد الجلخي، أن الإدارة تعمل وفق خطة متكاملة تشمل التعاون مع شركة الكهرباء ومؤسسة المياه لصيانة المحولات وتأمين نظافة الخزانات بشكل دوري. وأضاف أنه تم تأهيل الحديقة الأولى وفتحها أمام الطلاب، بالتوازي مع التنسيق مع مجلس المدينة في أعمال رش المبيدات وترحيل النفايات يوميًا.
وأشار الجلخي إلى وجود تعاون مع كلية الزراعة بجامعة حلب لإعداد دراسة فنية تهدف إلى تحسين المشهد البيئي وزيادة المساحات الخضراء داخل الحرم الجامعي. كما أثنى على الدور الفاعل لمحافظ حلب، الذي يتابع الواقع الجامعي ميدانيًا ويوجه بدعم مباشر لتحسين مستوى الخدمات.
وختم الجلخي حديثه لمنصة سوريا 24 بأن إدارة المدينة الجامعية في حلب تدرك حجم التحديات، وتعمل وفق برامج مراقبة تتيح تنفيذ المشاريع حسب الأولويات المتاحة، مؤكدًا أن الإمكانيات المادية المحدودة تمثل عائقًا كبيرًا أمام الإسراع في تنفيذ جميع الاحتياجات دفعة واحدة.