تشهد بلدة تل حلف، الواقعة غرب مدينة رأس العين في ريف محافظة الحسكة الشمالي، استياءً واسعاً في أوساط سكانها، بسبب انقطاع الكهرباء المستمر منذ أكثر من شهر ونصف، الأمر الذي أدى إلى تعطل الأعمال اليومية، وتزايد الضغط على الأهالي الذين يعيشون ظروفاً معيشية صعبة بالأساس. الانقطاع يتركز في أحد أكثر أحياء البلدة كثافة بالسكان، وسط غياب واضح لأي حلول ملموسة من قبل الجهات المعنية.
وقال أحمد الخلف، أحد سكان الحي المتضرر، لموقع سوريا 24: “شركة الكهرباء عم تضحك علينا، صارلنا أكثر من شهر بدون كهربا، والحي فيه 150 ساعة مشتركة، وكل يوم وعد شكل، وكل يوم حكي شكل”. وأضاف أن الأهالي راجعوا الشركة عدة مرات، لكنهم في كل لقاء كانوا يتلقون تبريرات مختلفة؛ فمرة يُطلب منهم أن “يجدوا محولة (طرنس) بأنفسهم والشركة تدفع ثمنها”، وفي آخر اجتماع، أخبرهم مسؤول في الشركة أنه سيتم شراء محولة (طرنس) جديدة من تركيا لحل المشكلة، لكن ذلك بقي ضمن الوعود التي لم تُنفذ حتى الآن.
وأشار الخلف إلى أن الأهالي التقوا أيضًا بمسؤولين في المجلس المحلي في رأس العين، الذين أكدوا أنهم سيتدخلون لحل المشكلة، لكن حتى الآن لم يتم أي تحرك فعلي، وجميع الوعود بقيت كلاماً فقط.
وفي تصريح خاص لموقع سوريا 24، أوضح عضو في المجلس المحلي – فضل عدم الكشف عن اسمه – أن شركة الكهرباء AK ENERGY والمعروفة أيضاً باسم Akit Enerji تعمل بشكل مستقل عن المجلس، وأن دور مديرية الكهرباء التابعة للمجلس يقتصر على التنسيق الشكلي فقط، دون أي سلطة تنفيذية حقيقية. وأكد أن الشركة هي المسؤولة عن أعمال الصيانة، وتمديد الشبكات، وإنارة الشوارع، وتقديم كافة الخدمات الكهربائية في المدينة وريفها، نافياً تحميل مديرية الكهرباء أي مسؤولية مباشرة عن الانقطاعات أو التأخير في الصيانة.
وتقع منطقة رأس العين، بما فيها بلدة تل حلف، تحت سيطرة الجيش الوطني السوري والجيش التركي، وتُدار الخدمات فيها من قبل بلدية ولاية أورفا التركية، بينما تُشغّل شركة AK ENERGY التركية شبكة الكهرباء.
يُذكر أن العقد الموقع بين المجلس المحلي والشركة التركية يعود إلى أوائل عام 2020، ويتضمن بنوداً تنص على إيصال الكهرباء إلى جميع أحياء مدينة رأس العين وبلداتها خلال عامين. ومع ذلك، لم تُنفذ الشركة سوى مشروعين محدودين في مدينة رأس العين وبلدة تل حلف، ولم تلتزم بإيصال الكهرباء إلى منطقة الخريف كما نص العقد.