أطلقت وزارة الصحة السورية حملة جراحية مجانية تحت اسم “معالجة الساد” بهدف علاج مرض المياه البيضاء، مستهدفة المرضى الأكثر احتياجًا في مدينتي حلب ودمشق، حيث سيقدّم وفد طبي عربي الرعاية الطبية التشخيصية والجراحية مجانًا.
وفي هذا السياق، أوضح مدير الشراكات في منظمة الأطباء المستقلين، عمر صفدي، في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “تأتي أهمية هذه الحملة في كونها من أوائل الحملات في سوريا التي تهتم بصحة العيون وأمراضها بعد 14 عامًا من الإهمال الذي طال هذه الخدمة الطبية من قبل القطاع العام.
ويعد مرض الساد (الماء الأبيض) من أبرز الأسباب المؤدية لفقدان البصر القابل للعلاج على مستوى العالم، حيث تقدّر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 50% من حالات العمى تعود إليه، علمًا بأنه يمكن علاجه بعملية جراحية بسيطة وفعالة”.
وأضاف صفدي: “في السياق السوري، ومع مرور أكثر من 12 عامًا على النزاع، تضررت البنية التحتية الصحية بشكل كبير، ما أدى إلى تراجع حاد في خدمات العناية بالعيون. تعاني سوريا من نقص حاد في أطباء العيون، ومن محدودية القدرة التشغيلية للمراكز الصحية على تقديم خدمات تشخيصية أو جراحية خاصة بأمراض العيون نتيجة غياب المستهلكات والأدوية المجانية في المشافي الحكومية.
وتشير التقديرات المستندة إلى النسب العالمية إلى أن حوالي 1% إلى 2% من السكان فوق سن الخمسين يعانون من الساد بدرجة تؤثر على الرؤية بشكل حاد.
وبما أن الفئة العمرية فوق الخمسين تمثل ما لا يقل عن 10% من السكان في سوريا، فإن عدد الأشخاص المتأثرين بالمرض قد يتجاوز 15,000 حالة، بحسب تقديرات منظمة الأطباء المستقلين (IDA)، لذا فإن الاستجابة لهذه الحاجة أمر ضروري جدًا لتحسين الحالة البصرية للمرضى”.
ستقام فعاليات الحملة في مشفى دمشق (المجتهد) بدمشق خلال الفترة من 16 إلى 23 أيار، وتهدف إلى إجراء 400 عملية جراحية بتمويل ودعم من مركز الملك سلمان، وضمن وفد طبي يضم أطباء سعوديين وسوريين. أما في محافظة حلب، فستُنفّذ الحملة من خلال منظمة البصر العالمية ومنظمة الأطباء المستقلين بتمويل مشترك.
وستُنفّذ في مشفى محمد وسيم معاز بمنطقة اعزاز خلال الفترة من 25 إلى 31 أيار، مستهدفة المرضى في مخيمات اعزاز وإدلب، وستقدَّم الخدمات المجانية والعلاجية من قبل وفد طبي جراحي سوري بالكامل بالتعاون مع فنيين عرب.
وتهدف الحملة إلى تقديم 800 عمل جراحي على الأقل في كل من حلب ودمشق مناصفةً، في حين أن العدد المستهدف للمرضى الذين سيتم فحصهم وتشخيصهم هو 1000 مريض تقريبًا.
وأكدت الوزارة أن القبول سيقتصر في الجولة الحالية على المرضى المسجّلين والمدعوّين، وسيتم تحديد مواعيد للجولات القادمة للمرضى الذين لن يتم قبولهم في هذه الجولة.
الحملة مجانية بالكامل وتقدّم العدسات والمستلزمات والأدوية، متضمنة المعاينة والتشخيص. ويتم التسجيل من خلال الرابط المنشور بالتعاون مع وزارة الصحة السورية، وسيتم اختيار المرضى وفق معايير الأكثر حاجة كالحالة المرضية ونسبة الساد وعدد العيون المتضررة والحالة المادية والإعاقات، حيث ستعمل منظمة الأطباء المستقلين وجمعية البصر العالمية على التأكد من الاختيار الحيادي وفق معايير الحاجة فقط لجميع السوريين بدون تمييز.
وأشار صفدي إلى أن: “الحملة ستتضمن تعزيز قدرات المشافي الحكومية والإنسانية في سوريا من خلال عدد من الأجهزة والمعدات الطبية مثل الميكروسكوب والفاكو والمعقمات”.
تُنفّذ هذه الحملة بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومؤسسة البصر العالمية، ومنظمة أطباء العيون المستقبلي. وتعد هذه الحملة الجولة الأولى من سلسلة حملات تهدف إلى تغطية جميع أنحاء سوريا بالتعاون مع وزارة الصحة السورية والمشافي الحكومية والإنسانية المنتشرة في البلاد.
ومن المخطط أن تصل عدد الجولات إلى 10 جولات خلال سنة 2025، وسيتم تقديمها من قبل أطباء سوريين وعرب مجانًا بناءً على الاحتياج وتوافر البنى التحتية في المحافظات.
مدة الجولة الأولى هي 16 يومًا، وستعمل منظمة الأطباء المستقلين وجمعية البصر العالمية على تنفيذ الجولة الأولى في محافظة دمشق في مشفى دمشق (المجتهد) بتمويل ودعم من مركز الملك سلمان، وضمن وفد طبي يضم أطباء سعوديين وسوريين خلال الفترة بين 16 و23 أيار، وتهدف إلى تنفيذ 400 جراحة طبية.
وفيما يخص محافظة حلب، أوضح صفدي أن: “الحملة ستنفّذ من خلال منظمة البصر العالمية ومنظمة الأطباء المستقلين بتمويل مشترك، وستنفّذ في مشفى محمد وسيم معاز في منطقة اعزاز مستهدفة المرضى في مخيمات اعزاز وإدلب خلال الفترة بين 25 و31 أيار، وستقدَّم الخدمات المجانية والعلاجية من قبل وفد طبي جراحي سوري بالكامل بالتعاون مع فنيين عرب”.
واختتم صفدي قائلاً: “ستعمل المنظمات المنفّذة للحملة على تقييم مستوى خدمات صحة العيون والبنية التحتية الطبية في سوريا، ومن المخطط أن تكون هناك جولات إضافية أكثر تخصصًا في مجال صحة العيون لتقديم خدمات وعمليات جراحية نوعية ودعم قدرات القطاع الصحي الحكومي من خلال التجهيزات والجلسات التعليمية والتدريبية ومشاركة الخبرات بين العاملين الصحيين في سوريا وفي الوفود القادمة”.
ودعت الوزارة الراغبين في الاستفادة من الحملة إلى تعبئة النموذج المتاح عبر الرابط المنشور أو مسح الباركود المرفق، مشيرة إلى أن الحالات ستُدرس بشكل فردي وسيتم توجيه الدعوات للمؤهلين بعد مراجعة المعلومات من قبل الكوادر الطبية.
