جرمانا: من التوتر إلى التهدئة… السلاح يُسلَّم والحياة تعود

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بعد أيام من التوتر الأمني، بدأت مدينة جرمانا في ريف دمشق تشهد عودة تدريجية إلى الاستقرار، مع انطلاق المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق محلي لتسليم السلاح، وعودة النشاط الاقتصادي والاجتماعي إلى طبيعته.

ورصد مراسل منصة سوريا 24 خلال جولة ميدانية في شوارع المدينة عودة الفعاليات التجارية والصناعية والحرفية إلى العمل، إلى جانب استئناف حركة النقل والمواصلات بين جرمانا والعاصمة دمشق بوتيرة منتظمة، لا سيما عبر ساحة الكرامة، التي استعادت زخمها كأحد المراكز الحيوية.

وقال محمود أبو عدنان، أحد سكان المدينة، في تصريح للمنصة: إن “إيقاع الحياة عاد إلى طبيعته بعد الأحداث المؤسفة التي شهدناها يوم الاثنين الماضي”، مشيرًا إلى أن “أي اضطراب أمني يؤدي إلى تعطيل أعمال الآلاف من الموظفين والطلاب والعمال، وهو ما لا تحتمله المدينة في ظل الأزمة المعيشية الخانقة التي تمر بها البلاد”.

كما لفت إلى أن عدد سكان جرمانا يتجاوز المليون نسمة، ما يجعل الاستقرار حاجة ملحة لا يمكن التفريط بها.

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر أمني لمنصة سوريا 24 أن نحو أربعة آلاف شاب من أبناء المدينة تقدموا بطلبات للانضمام إلى جهاز الأمن العام، وتم رفع 280 اسمًا من قبل وجهاء المنطقة، وافقت الإدارة على 88 منهم كدفعة أولى، ضمن مسار تدريجي للوصول إلى 300 عنصر من أبناء المدينة، يساندهم 100 عنصر من خارجها.

وأكد المصدر أن أي سلاح مصدره من خارج المدينة سيتم التعامل معه بحزم، في إطار الجهود لضبط الأمن ومنع أي اختراقات.

من جهته، أوضح محمد السيد، نائب مدير منطقة الغوطة الشرقية، أن الاتفاق مع وجهاء جرمانا يشمل تسليم السلاح الثقيل أولًا، يليه تسليم السلاح الفردي، مضيفًا أن “كافة أنواع السلاح يجب أن تنضوي تحت سلطة الدولة”.

وأشار في حديث لمنصة سوريا 24 إلى التزام معظم الوجهاء بالاتفاق، مشددًا على أن “كل من يحتفظ بسلاح خارج الأطر الرسمية سيواجه إجراءات صارمة”.

بدوره، قال ربيع، عضو في مجموعة العمل الأهلي بجرمانا، إن ما يجري اليوم هو تنفيذ لاتفاق تم التوصل إليه منذ شهر مارس/آذار الماضي، بين الحكومة السورية والهيئة الروحية والمجتمع الأهلي، وينص على تسليم تدريجي للسلاح مقابل إشراك أبناء المدينة في إدارة الأمن.

وقال لمنصة سوريا 24: “الاتفاق كان واضحًا: عندما يشعر الناس بالطمأنينة، يبدأ تسليم السلاح طوعًا”.

نحو استقرار دائم؟

ويأمل السكان المحليون أن يكون الاتفاق بين الحكومة ووجهاء المدينة مفتاحًا للاستقرار في المنطقة، وألا تؤثر مستجدات الأحداث في محافظة السويداء على الاستقرار الأمني في مدينة جرمانا.

وكانت مدينة جرمانا قد شهدت خلال الأسبوع الماضي أحداثًا دامية، أدت إلى قتلى وجرحى من مدنيين وعسكريين، بعد انتشار تسجيل مسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما دفع العشرات من العناصر غير المنضبطة للاحتكاك مع أهالي المدينة، ثم تحولت الأحداث إلى موجات من العنف المتبادل، حتى تدخلت عناصر الأمن العام واستعادت السيطرة على المدينة، وأكملها الاتفاق الذي جرى بين مسؤولين في الحكومة ووجهاء في المدينة، ويتضمن معاقبة المتورطين وتعويض المتضررين.

مقالات ذات صلة