تشهد مدينة بانياس، إحدى أهم المدن الساحلية في محافظة طرطوس، تحديات متعددة في مجال تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وسط جهود متواصلة من قبل مجلس المدينة للارتقاء بالواقع الخدمي رغم شح الموارد والإجراءات الروتينية التي تعيق تنفيذ بعض المشاريع.
واستعرض رئيس بلدية بانياس بشار حمزة في حديث لمنصة سوريا ٢٤، الواقع الخدمي في المدينة بكل صراحة، موضحاً أبرز الصعوبات التي تواجه العمل البلدي، وموقف المشاريع القائمة والمتوقفة، فضلاً عن الخطط المستقبلية لتحسين البنى التحتية وتعزيز الشراكة مع المجتمع المحلي.
الصرف الصحي: شبكة داخل المدينة وتحديات في القرى
وأكد حمزة أن “جميع الأحياء داخل مدينة بانياس مخدومة بشبكات للصرف الصحي”، مشيراً إلى أن “حالة شبكات الصرف الصحي في أغلب أحياء المدينة جيدة نسبياً، وإن كانت هناك بعض الأحياء التي تحتاج إلى صيانة أو توسعة في بعض الخطوط، سواء عن طريق الاستبدال أو إضافة أنابيب جديدة لمواكبة زيادة التدفق نتيجة ارتفاع عدد السكان”.
وأضاف: “نقوم بإعداد خطط لتوسيع شبكة الصرف الصحي، شريطة توفر الموارد المالية اللازمة”.
ولفت إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في القُرى التابعة لمجلس المدينة، حيث إن “الجزء الأكبر منها غير مخدوم بهذه الشبكات، ولتوفير الخدمة لها يُحتاج إلى إنشاء محطة معالجة، وهي مشاريع مكلفة جداً من الناحية المالية”.
مشاريع صيانة مستمرة وأخرى متوقفة
وحول واقع المشاريع الحالية، قال حمزة: “أغلبها يقتصر على أعمال صيانة عامة للجزر الوسطية والطرق والأرصفة”، مؤكداً أن “المشاريع الجديدة غير موجودة حالياً، وبعض المشاريع المتوقفة سبب توقفها هو دمج بعض الشركات المسؤولة مع وزارات أخرى، مما أدى إلى تعطيل تنفيذها”.
وأوضح أن “من أبرز هذه المشاريع المتوقفة مشروع توسيع الكورنيش الشمالي باتجاه الشاليهات والمصفاة، وهو متوقف بسبب بعض الإجراءات الإدارية والروتينية”.
صيانة الطرق: “قميص زفتي” في انتظار التمويل
أما على صعيد الطرق، فأكد رئيس البلدية أن “البلدية تضع خططاً لتحسين حالة الطرق في المدينة، من خلال إكساء الطرقات المهترئة بمادة الأسفلت (القميص الزفتي)، ولكن هذا يرتبط بتوفير التمويل اللازم. حيث إن العديد من طرقات المدينة تحتاج إلى صيانة شاملة”.
وأشار إلى أنه “يتم بشكل دوري خلال فصل الصيف إجراء صيانات طارئة للطرقات باستخدام الأسفلت الزفت”، وأضاف: “ونحن نأمل أن تكون السنة القادمة خيراً بعد التحرير المبارك”.
التعاون مع الجهات المحلية والمجتمع المحلي ركيزة أساسية
واعتبر حمزة أن “دور التنسيق بين مجلس المدينة والجهات المحلية والمجتمع المحلي يشكل ركيزة أساسية في عمل المجلس”، مشيداً بـ”التعاون المتميز والمستمر مع هذه الجهات”.
وأعلن أن “مجلس المدينة بصدد إعداد العديد من المبادرات خلال فصل الصيف بالتعاون مع المجتمع المحلي، بهدف مشاركته في تحسين الواقع الخدمي في المدينة”.
وقال: “إن المجتمع المحلي يمثل لبنة أساسية في تطوير الخدمات، والحقيقة أن أهالي مدينة بانياس يتميزون دائماً بالتفاعل الإيجابي مع جهود البلدية، فهم دائماً سباقون في المبادرة والدعم والتعاون”.
تطلعات أهالي بانياس نحو خدمات أفضل
ما تزال مدينة بانياس، بجمالها الساحلي وعراقتها التاريخية، تتطلع إلى توفير خدمات تتناسب مع مكانتها كوجهة سياحية وسكنية مهمة.
وفي ظل الظروف الاقتصادية والتحديات اللوجستية، يبقى دور المواطن والمجلس البلدي مكملاً لبعضهما البعض، في مسعى دائم لتحسين الواقع الخدمي وبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
وعلى الرغم من المصاعب التي تعترض الطريق، إلا أن تفاؤل الأهالي وتوجّهات المجلس البلدي يفتحان آفاقاً جديدة للأمل، خاصة مع الانفراجات التي بدأت تظهر على الصعيد العام، والتي قد تكون بداية انطلاقة حقيقية لنهضة خدماتية شاملة في المدينة.