أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، أن أمن وسلامة الطلاب في الجامعات السورية “أولوية قصوى لا تقبل التهاون أو التساهل”، مشدداً على أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على توفير بيئة تعليمية مستقرة وآمنة تحفظ كرامة الطالب وتُعزز من قدراته العلمية والمعرفية.
كلام الوزير جاء رداً على التطورات التي شهدتها الساحة الجامعية خلال الأيام الماضية، خصوصاً بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت إجلاء طلاب وطالبات من محافظة السويداء من المدينة الجامعية بالمزة في دمشق، إثر ما وصفته بعض المصادر بـ”التهديدات الطائفية” التي طالتهم خلال أحداث العنف التي شهدتها مدينتا جرمانا وصحنايا مؤخراً.
وقال الوزير الحلبي، حسب وكالة “سانا” للأنباء، إن “طلبتنا في الجامعات السورية أمانة وطنية غالية، وأن الجامعات ليست فقط أماكن للتعليم، بل هي أيضاً مرآة للنسيج الوطني السوري المتماسك”.
وأشار إلى أن التنوع الثقافي والاجتماعي داخل الحرم الجامعي يمثل نموذجاً فعلياً للوحدة الوطنية، بعيداً عن أي محاولات لبث الفتنة أو زرع بذور الانقسام.
وشدد الوزير على رفض الوزارة القاطع لأي محاولة لاستغلال الحرم الجامعي من أجل التحريض أو بث خطاب طائفي أو تميزي، مؤكداً أن الوزارة لن تتوانى عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من يثبت تورطه في الإخلال بالأمن الجامعي أو استهداف الطلاب، وذلك صوناً لكرامة المؤسسات التعليمية وحماية للسلم الأهلي.
بدوره، أكد وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى، في منشور عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، أن الوزارة تواصلت مع نظيرها في التعليم العالي حول الواقعة المتداولة، مشيراً إلى أن “الجامعات السورية لن تكون منصة للتجييش الطائفي أو التحريض بأي شكل من الأشكال”.
وقال المصطفى إنه تم التنسيق مع محافظ السويداء ووزارة الداخلية لإعادة الطلاب والطالبات إلى مدنهم الجامعية وحمايتهم بشكل كامل، متعهداً بأن تبقى الجامعات السورية منارة للفكر ومنبراً للتنوع الذي تفخر به سوريا.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية جدلاً واسعاً إثر تداول مقاطع فيديو تظهر عدداً من الطلاب والطالبات من محافظة السويداء وهم يغادرون المدينة الجامعية بالمزة، نتيجة المزاعم بتعرضهم لتهديدات طائفية واحتجاجات دعت إلى طردهم من قبل بعض الجهات.
في المقابل، أوضح وزير التعليم العالي أن الفيديوهات المتداولة قديمة ولا تعكس الواقع الحالي، لكنه لم يستبعد وجود محاولات متكررة لاختراق الحياة الجامعية واستغلالها لحسابات سياسية أو طائفية، وهو أمر ترفضه الوزارة بشكل قاطع.
ويأتي هذا التصعيد في ظل دعوات من شخصيات علمية وسياسية ومجتمعية داخل سوريا وخارجها، إلى التصدي لأي محاولات لتحويل الجامعات إلى ساحات للصراعات المجتمعية أو السياسية، مؤكدين أن الطالب السوري يجب أن يكون بعيداً عن التجاذبات، وأن يركز على مهمته الأساسية وهي التحصيل العلمي وبناء مستقبل وطنه.
وفي الوقت الذي أعرب فيه الوزير الحلبي عن ثقته الكاملة بوعي الطلبة السوريين وحرصهم على استقرار جامعاتهم، دعا الجميع إلى عدم الانجرار وراء الشائعات، مؤكداً أن سوريا ستبقى “بلداً للعلم والعقول النيرة”، وأن جامعاتها ستظل حصناً للمعرفة والوحدة الوطنية والتنوع البنّاء.