أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن خطة لتصدير 6 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي إلى الأراضي السورية، في خطوة تُعدّ من أبرز المؤشرات على انطلاق مرحلة إعادة الإعمار في سوريا.
وقال بيرقدار في مقابلة مع قناة “سي إن إن ترك”، نقلت تفاصيلها وكالة “الأناضول”، إنه: “من المُخطط تصدير نحو ملياري متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي إلى سوريا، حيث سيُستخدم بشكل رئيسي في إنتاج الطاقة الكهربائية”.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار دعم تركيا للجهود الرامية إلى إعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا بعد أكثر من عقد من الحرب المدمرة.
وأوضح الوزير أن أعمال البناء والتطوير الخاصة بخط أنابيب الغاز قد بدأت بالفعل داخل الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن الشريحة التركية من المشروع جاهزة، وأن الغاز سيبدأ بالتدفق من ولاية كليس الحدودية إلى مدينة حلب شمال البلاد.
وأضاف: “نستهدف بدء ضخ الغاز خلال ثلاثة أشهر، وهو ما سيوفّر الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء في حلب، ويُسهم في استقرار التيار في المدينة”.
إلى جانب ذلك، أكد بيرقدار أن تركيا تعمل بالتوازي على تعزيز التدفق الكهربائي إلى سوريا، مشيراً إلى أن حلب تستقبل حالياً حوالي 200 ميغاواط من الطاقة الكهربائية عبر العمق التركي.
واعتبر الوزير أن دعم إعادة الإعمار في سوريا يُشكّل أولوية قصوى لدى الحكومة التركية، لا سيما بعد الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة 13 عاماً من الصراع الذي تسبب به نظام الأسد السابق.
ولفت إلى أن هذه الجهود تنسجم مع التحولات السياسية الجديدة التي شهدتها البلاد مؤخراً، خاصة بعد سقوط نظام الأسد السابق في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي امتد لـ53 عاماً.
وتُعتبر مشاريع الطاقة التي تقودها تركيا من بين أوائل المشاريع الدولية التي تُظهر التزامًا حقيقياً بإعادة الحياة الاقتصادية والخدمية إلى المناطق السورية المتضررة، وتُمثل نموذجاً للتعاون الإنمائي في مرحلة ما بعد الصراع.
