دير الزور: مسيحيو المدينة في الشتات وكنائسها في الركام

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

شهدت مدينة دير الزور، كغيرها من المدن السورية، تصاعداً في وتيرة العنف والدمار نتيجة السياسات القمعية التي انتهجها نظام الأسد السابق منذ اندلاع الثورة السورية، خاصة خلال الاجتياح العسكري الثاني في حزيران/يونيو 2012.

وقد استخدم النظام السابق حينها الأسلحة الثقيلة والغارات الجوية بشكل مكثف على أحياء المدينة، ما أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية والأمنية.

وعلى الرغم من أن آلة الحرب والدمار طالت جميع سكان المدينة، فإن العائلات المسيحية كانت من أكثر الفئات تضرراً.

وأوضح مراسل منصة سوريا 24 في دير الزور أن استهداف الأحياء بالسلاح الثقيل والقصف الجوي دفعهم إلى النزوح من المدينة إلى مناطق آمنة داخل سوريا أو اللجوء إلى الخارج.

وكان حي الرشدية، الواقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، ويعد من أقدم أحياء المدينة، من الأحياء الأكثر تأثراً، حيث يقطنه غالبية من الطائفة المسيحية، ويحتوي على خمس كنائس تمثل مختلف المكونات المسيحية في دير الزور.

وتشمل الكنائس الخمس في المدينة:

كنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس (كنيسة الوحدة)

كنيسة شهداء الأرمن للأرمن الأرثوذكس

كنيسة الأرمن الكاثوليك

كنيسة يسوع الملك للآباء الكبوشيين (اللاتين)

كنيسة السريان الكاثوليك

وروى محمد طلعت عبد الرزاق الجدعان، أحد سكان دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، تجربته مع تدمير الكنائس ودور العبادة على يد نظام الأسد السابق.

وأكد أن المسيحيين كانوا جزءاً أصيلاً من نسيج المدينة، وعايشوا باقي السكان منذ الصغر.

وأشار إلى أن “شارع سينما فؤاد” كان يُعرف بانتشار السكان المسيحيين فيه، لذا أطلق عليه اسم “شارع المسيحيين” أو “شارع الكنائس”.

وأضاف الجدعان أنه عمل خياطاً عند أحد المسيحيين يُدعى إلياس بازوعا، وشهد عن قرب عمليات القصف والتدمير التي تعرضت لها الكنائس خلال الثورة.

وأوضح أن الطيران الحربي استهدف الأحياء السكنية ودور العبادة دون تمييز بين مسجد وكنيسة، ما أسفر عن تدمير شبه كامل لكنائس الوحدة وشهداء الأرمن والأرمن الكاثوليك، وتضرر باقي الكنائس بشكل كبير.

وأكد أن معظم المسيحيين غادروا المدينة بسبب الدمار والاضطهاد، وأن النظام السابق استخدم البراميل والصواريخ لتدمير الكنائس بشكل متعمد. ورفض ادعاءات النظام بأن المسلحين هم من دمروا الكنائس، مشيراً إلى أن التدمير كان نتيجة قصف ممنهج من قبل قوات الأسد.

واختتم الجدعان حديثه بدعوة للمسيحيين الذين غادروا دير الزور للعودة إليها والعمل معاً لإعادة بناء المدينة ومؤسساتها الدينية والمدنية.

وقال: “عودوا إلى مدينتكم دير الزور، لنبنيها سوياً ونعيد إعمار دور العبادة والمباني العامة”، داعياً الجميع إلى التكاتف والتعاون ليعود الأمل إلى هذه المدينة المنكوبة.

ووسط كل ذلك، لا يزال الوضع في دير الزور صعباً، وخاصة بالنسبة للعائلات المسيحية، مع بقاء معظم الكنائس مدمرة وغياب أي جهود ملموسة لإعادة تأهيلها أو العودة الطوعية لتلك العائلات.

مقالات ذات صلة