طرطوس: حملة لدعم مرضى التلاسيميا

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

نظّم بنك الدم في محافظة طرطوس حملة تبرع بالدم واسعة النطاق بالتعاون مع مركز مرضى التلاسيميا، بهدف دعم المرضى الذين يعتمدون على نقل الدم المنتظم مدى الحياة.

وتهدف الحملة إلى ضمان استمرارية توفر وحدات الدم اللازمة، ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية التبرع بالدم، كما سلطت الضوء على الجهود الإنسانية والطبية المبذولة من أجل إنقاذ حياة هؤلاء المرضى.

الحملة إنقاذ حقيقي للحياة

وأكدت الدكتورة دعد شدود، مديرة مركز مرضى التلاسيميا في طرطوس، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، الأهمية البالغة لهذه الحملة، مشيرة إلى أنها “مهمة جداً في الظروف العادية، وتزداد أهمية في ظل الظروف الاستثنائية كالأزمات والحروب”.

وأضافت: “هي بالنسبة لمريض التلاسيميا إنقاذ حقيقي للحياة، وتحسين لنمط حياته اليومي”.

وأوضحت الدكتورة شدود أن مريض التلاسيميا يحتاج إلى نقل دم مرة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وعلى مدى الحياة، وأن أي انقطاع في توفر الدم قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

وشددت على أن هذه الحملات لا تساعد فقط في تلبية حاجة المرضى من الدم، بل تمنع انخفاض نسبة الهيموغلوبين لديهم، مما يسمح لهم بممارسة حياتهم بشكل طبيعي دون الشعور بالإرهاق أو فقدان الطاقة.

وأشارت إلى الجانب النفسي المترتب على هذه الحملات، قائلة: “إنها تدعم الحالة النفسية للمريض، وتشعره بالاطمئنان بأن حياته ليست في خطر، لأن المجتمع يقف إلى جانبه”.

ووجهت الدكتورة شدود رسالة بضرورة تعزيز ثقافة التبرع بالدم، وقالت:

“التبرع بالدم هو ثقافة المجتمعات الراقية، وهو يعكس مستوى الوعي الصحي العالي لديها”، مشيرة إلى الفوائد الصحية الكبيرة للتبرع لكل من المتبرع والمتلقي.

ودعت إلى تبني فكرة جديدة تتمثل في “تبنّي مجموعة من 5 إلى 10 أشخاص لتكون مجموعة من المتبرعين الدائمين لصالح مريض واحد”، مؤكدة أن هذا يساهم في تأمين الدعم المستمر له، ويخلق روابط إنسانية قوية.

كما نصحت بعدم إهمال تحاليل ما قبل الزواج، وخاصة الرحلان الكهربائي، الذي يكشف عن احتمالية حمل أحد الطرفين لجين المرض، مشددة على ضرورة أخذ الاستشارة الجينية على محمل الجد، وعدم زواج حاملي المرض من بعضهم لتجنب إنجاب أطفال مصابين.

شريان حياة للمرضى

بدوره، قال الدكتور حسام حمدان، مدير بنك الدم في طرطوس، في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “إن مرضى التلاسيميا يعتمدون بشكل كامل على نقل الدم المنتظم مدى الحياة، وأي انقطاع في توفر الدم يعرّضهم لمضاعفات خطيرة مثل فشل القلب أو الكبد”.

وأضاف: “لذا فإن حملات التبرع بالدم هي شريان الحياة لهم، وهي تضمن استمرارية العلاج وتحسّن نوعية حياتهم بشكل كبير”.

وحول دور الفعاليات المجتمعية في دعم هؤلاء المرضى، قال الدكتور حمدان:

“هذه المبادرات ترفع مستوى الوعي العام، وتجذب أعداداً أكبر من المتبرعين، مما يعزز مخزون الدم بشكل مستمر”، مشيراً إلى أن لها تأثيراً معنوياً قوياً على المرضى، حيث تشعرهم بأن المجتمع يقف إلى جانبهم، وتدفع الجهات الرسمية للاهتمام باحتياجاتهم أكثر.

وفي رسالته إلى الأطباء والمتطوعين، وجّه الدكتور حمدان كلمات شكر وتقدير، قائلاً:

“أنتم حلقة الوصل بين العلم والرحمة، فجهودكم في تنظيم عمليات نقل الدم ومتابعة المرضى بدقة هي عماد العلاج”، مضيفاً: “وتبرعكم بالوقت أو الدم هو عمل إنساني نبيل، وكل مبادرة تشاركون بها تترك أثراً لا يُنسى في حياة إنسان”.

وفي ختام حديثه، وجّه الدكتور حمدان نصيحة خاصة للمجتمع، دعا فيها إلى “الاهتمام بالفحص الوراثي قبل الزواج، لأنه الوسيلة الأنجع للوقاية من ولادة أطفال مصابين بالتلاسيميا”، كما شدد على ضرورة “تعزيز ثقافة التبرع الطوعي بالدم بشكل دوري، وتنظيم حملات توعية في المدارس والجامعات لزرع الحس الإنساني منذ الصغر”.

فعاليات متنوعة ومشاركة مجتمعية واسعة

وشهدت الحملة مشاركة واسعة من المواطنين، حيث توافد عدد كبير من المتبرعين إلى مواقع التبرع الموزعة في المدينة.

وشملت الحملة فعاليات توعوية وتثقيفية حول مرض التلاسيميا، وأهمية الفحوصات الوقائية، إضافة إلى عروض فنية وإنسانية هدفت إلى دعم المرضى نفسياً واجتماعياً.

وأكد المشاركون أن التبرع بالدم ليس مجرد تصرف إنساني، بل هو فعل حضاري يعبر عن وعي المجتمع وارتباطه بقيم التعاطف والتضامن.

وتؤكد حملة التبرع بالدم في طرطوس أنها لم تكن مجرد حدث طبي، بل كانت رسالة إنسانية واضحة بأن المجتمع قادر على مواجهة التحديات الصحية عبر التعاون والوعي.

وفي الوقت الذي تستمر فيه الجهود الطبية لتأمين العلاج، يبقى الدعم المجتمعي الركيزة الأساسية لضمان استمرارية الحياة لمرضى التلاسيميا.

مقالات ذات صلة