في ظل غياب كامل للدعم الإنساني منذ بداية العام، يعيش آلاف النازحين في مخيم باب السلامة أوضاعًا مأساوية تفوق القدرة على الاحتمال، وسط انقطاع الخدمات الأساسية، وانتشار القوارض والكلاب الشاردة، ونداءات متكررة للمنظمات الإنسانية دون أي استجابة فعلية.
قال محمود سلو، أحد وجهاء المخيم، في تصريح خاص، إن الوضع في المخيم “فوق المأساوي”، مشيرًا إلى أن المنظمة التي كانت تدعمه توقفت عن تقديم خدماتها منذ أحد عشر شهرًا، دون أن تحل محلها أي جهة أخرى.
وأوضح أن المخيم بات يعتمد فقط على جهود السكان في تشغيل الآبار وترحيل القمامة بشكل محدود جدًا، بينما تعتمد قطاعات أخرى من المخيم على شراء المياه، وهو ما لا يغطي الحاجة، خصوصًا مع انتشار النفايات وبداية هجمات من الكلاب الشاردة على السكان، نتيجة التراكم الكبير للقمامة.
من جهته، أكد عبد الرزاق بربوري أن المخيم يعاني من شح المياه، وغياب كامل لأي منظمة أو عمال بلدية لترحيل القمامة، رغم أن عدد العائلات المقيمة فيه يتجاوز 2500 عائلة، معظمها من بلدات تل رفعت، ماير، منغ، ومعرستة الخان.
وأضاف أن “الكثير من العائلات لا تملك منازل أصلًا في بلداتها بسبب الدمار الكامل الذي تعرّضت له، ورغم الوعود المتكررة من منظمات إنسانية بإعادة الترميم، إلا أن تلك الوعود بقيت دون أي تنفيذ فعلي حتى الآن”.
بدوره، قال عبد القادر البكار، مدير المخيم، إن إدارة المخيم تجمع شهريًا من السكان 50 ليرة تركية لترحيل القمامة، في ظل غياب أي دعم رسمي أو إنساني، مشيرًا إلى أن السكان يشتكون من سوء الأوضاع الصحية والخدمية، ومنهم من يعيش في المخيم منذ 12 عامًا دون امتلاك منزل أو بديل.
وأوضح البكار أن “المخيم يعاني من نقص كبير في خدمات مياه الشرب، والصرف الصحي، والنظافة، إضافة إلى تردي وضع التعليم والكهرباء”، معتبرًا أن العودة الطوعية إلى القرى الأصلية بعد ترميم المنازل المدمرة جزئيًا، هي الحل الأكثر استدامة بدل الاستمرار في دعم المخيم بشكل مؤقت.
متى ولماذا تأسس مخيم باب السلامة؟
تأسس مخيم باب السلامة عام 2016، بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على مدينة تل رفعت والقرى المجاورة، ما دفع الآلاف من سكان المنطقة إلى النزوح القسري باتجاه المناطق الآمنة في ريف حلب الشمالي.
تم إنشاء المخيم كحل مؤقت لإيواء النازحين من بلدات ماير، منغ، معرستة الخان، وتل رفعت، الذين فقدوا منازلهم بسبب المعارك والدمار الواسع، لكن غياب أي حل دائم أو دعم منظم جعل المخيم يتحول إلى مجتمع منسي يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة