حلب: تفشي مرض اللاشمانيا في الأحياء الشرقية وشكاوى من تكدس القمامة

Facebook
WhatsApp
Telegram

يشهد حي باب النيرب وعدد من الأحياء الشرقية في مدينة حلب ارتفاعًا متسارعًا في الإصابات بمرض اللاشمانيا، المعروف محليًا بـ”حبة حلب”، في ظل استمرار انتشار القمامة والأنقاض، وغياب حلول جذرية للتعامل مع مسببات المرض. ورغم توفر العلاج المجاني، يشتكي السكان من ضعف الاستجابة الخدمية، وازدحام المراكز الطبية، وتكرار الإصابة بعد الشفاء.

انتشار متزايد داخل العائلات

في حي المرجة الواقع ضمن منطقة باب النيرب، تحدث حسين المحمد، أحد السكان، عن انتشار المرض داخل منزله، مشيرًا إلى أن عائلته بالكامل تعاني الإصابة. وقال في تصريح لمنصة سوريا 24: “لدينا مشكلة كبيرة مع حبة اللاشمانيا، فجميع أفراد عائلتي الستة مصابون، العلاج متوفر بشكل جيد، لكن كلما نصل إلى مرحلة تحسن، تعود الإصابة من جديد بسبب استمرار القمامة في الشوارع”، مشيرًا إلى أن بعض أطفاله يعانون الإصابة بمرض اللاشمانيا منذ ثلاث سنوات دون أن يتماثلوا للشفاء حتى الآن.

تراكم النفايات يمنع الشفاء

أشار عمر طه العلي من سكان منطقة باب النيرب إلى أن منطقتهم تعاني إهمالًا مستمرًا في ترحيل النفايات، موضحًا أن الإصابة أصبحت طويلة الأمد رغم العلاج: “منذ 12 عامًا لم يتم ترحيل القمامة من حيّنا. الحي مدمّر، والبيئة مهيأة لتكاثر ذبابة الرمل”.
وأضاف: “نتلقى العلاج منذ ثمانية أشهر دون تحسن فعلي، واضطررنا مؤخرًا إلى اللجوء إلى الحقن العضلي بعد فشل العلاجات الموضعية، لكن دون جدوى حتى الآن”.

مطالب بحلول دائمة من الجهات المحلية

مختار حي المرجة، سليم محمد الكريم، ذكر أن هناك ارتفاعًا في أعداد الإصابات بمرض اللاشمانيا في الحي بسبب تكدس النفايات، وقال لمنصة سوريا 24: إن “عدد العائلات المصابة تجاوز 50 عائلة، والسبب الأساسي هو انتشار القمامة في الشوارع”، وأن هناك وعودًا من قبل القائمين على حملة الوفاء لحلب من أجل ترحيل القمامة في الحي، لكنه في المقابل يطالب بأن تكون هناك حلول دائمة تتمثل في توفير حاويات في الحي وترحيل القمامة بشكل منتظم، متمنيًا على السلطات المحلية الاستجابة العاجلة لمطالب الأهالي.

مديرية الصحة: المرض بيئي والعلاج متاح

في تصريح خاص لمنصة سوريا 24، قال سامر عدل، مدير برنامج اللاشمانيا في مديرية صحة حلب، إن المرض مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالواقع البيئي: “اللاشمانيا مرض جلدي بيئي، وينتشر بشكل كبير في المناطق المليئة بالأنقاض ومخلفات الحيوانات والقمامة”، وإن “المرض يسببه طفيلي وتقوم أنثى ذبابة الرمل بنقله”، وإن “النسب الأعلى للإصابة سُجلت في الشمال السوري، وتحديدًا في مدينة حلب”.

وأوضح أن العام 2024 شهد تسجيل نحو 28,800 إصابة جديدة، في حين بلغ عدد حالات الشفاء 12 ألف حالة. وأكد أن المعدل السنوي للإصابات في سوريا يصل إلى نحو 25 ألف حالة.

وأضاف عدل أن محافظة حلب أنشأت مركزًا تخصصيًا في حي صلاح الدين لعلاج اللاشمانيا، وهو الوحيد من نوعه في المدينة، إضافة إلى وجود 52 مركزًا صحيًا في المدينة وريفها تقدم خدمات المعالجة.

وأشار إلى أن العلاج متاح مجانًا، ويشمل عدة خيارات، منها الحقن الموضعي، أو التبريد بالأزوت السائل، وهي تقنية حديثة أثبتت فعاليتها وجرى اعتمادها العام الماضي. كما أوضح وجود خطة علاج عضلي للحالات المتقدمة، ولا يُعطى العلاج العضلي إلا بعد التأكد من سلامة الكبد والقلب.

وبيّن أن المرض لا يُنقل بالتلامس، بل فقط عبر لسعة ذبابة الرمل، مؤكدًا أن المديرية تعمل بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمات محلية على تنفيذ حملات رش دورية في المناطق الموبوءة، إلى جانب نشر فرق تثقيف صحي تقدم إرشادات للمواطنين حول سبل الوقاية.

جهود وقائية واستجابة ميدانية

أوضح عدل أن الفرق الجوالة التابعة للمديرية تنفذ جولات ميدانية تشمل التقصي، والمعالجة، والتثقيف، خاصة في المناطق الريفية البعيدة. وتضم الفرق أطباء وأطقم تمريض وإداريين، وتقوم بتثبيت نقاط علاجية مؤقتة عند الحاجة.
وأكد في ختام حديثه أن أبرز أماكن انتشار المرض تبقى في الأحياء المتضررة بشدة، خاصة في المناطق التي لم تُرفع منها الأنقاض أو النفايات، سواء نتيجة القصف أو الزلازل، مشددًا على ضرورة تعزيز الوعي المجتمعي وتكثيف العمل الخدمي لاحتواء المرض ومنع تفشيه بشكل أوسع.

مقالات ذات صلة