تواصل فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري، بدعم من عدة جهات رسمية، عمليات إخماد الحرائق الحراجية المندلعة في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، وسط ظروف مناخية وجغرافية صعبة، وذلك لليوم السادس على التوالي.
وفي تصريح خاص لمنصة “سوريا 24“، قال عبد الكافي كيال، مدير مديرية الساحل في الدفاع المدني السوري، إن “غرفة العمليات المشتركة التي تضم وزارة الطوارئ والكوارث، ووزارات الداخلية والدفاع والزراعة والخارجية، إلى جانب مراكز حماية الغابات والدفاع المدني، تواصل جهودها للسيطرة على الحرائق ومنع امتدادها إلى مناطق جديدة”.
وأشار كيال إلى أن فرق الإطفاء “تمكنت من السيطرة على عدة بؤر نيران وعزلها، وواصلت عمليات تبريد الأماكن المشتعلة عبر تقسيمها إلى قطاعات ومحاصرتها، مع فتح طرق للوصول إلى نقاط الاشتعال الأخرى، رغم التحديات الكبيرة المتمثلة في ارتفاع درجات الحرارة، وقوة الرياح، والطبيعة الجبلية الوعرة للمنطقة”.
وكان يوم أمس، الأحد 11 أيار، قد شهد إصابة اثنين من عناصر الإطفاء بجروح متفاوتة جراء انزلاقهما من جروف صخرية خلال تنفيذ مهام الإخماد في منطقة ربيعة، حيث قدمت لهما فرق الإسعاف الإسعافات الأولية، ونُقلا لاحقًا إلى المشفى لمتابعة العلاج.
كما تشارك الطائرات المروحية السورية في جهود الإخماد، في إطار التنسيق مع غرفة العمليات المشتركة، وذلك للحد من انتشار الحرائق الكبيرة التي تواصل التهام مساحات واسعة من الغطاء النباتي في المنطقة.
وتُظهر الصور الواردة من موقع الحريق جانبًا من عمليات الإطفاء التي نُفذت يوم أمس الأحد، وسط استمرار العمل من قبل الفرق الميدانية حتى اللحظة.
تتكرر حرائق الغابات في مناطق الساحل السوري، خاصة في ريف اللاذقية، مع بداية موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة، حيث تُسجَّل المنطقة سنويًا عشرات الحرائق التي تُعزى في معظمها إلى الإهمال أو عوامل طبيعية أو بشرية غير معروفة، وتُخلّف خسائر كبيرة في الغطاء النباتي والموارد الحراجية.
وتواجه فرق الإطفاء تحديات مستمرة في السيطرة على تلك الحرائق بسبب تضاريس المنطقة الجبلية، ونقص الإمكانيات الفنية واللوجستية، ما يجعل الاستجابة أكثر تعقيدًا وتأخذ وقتًا أطول للسيطرة الكاملة.