القامشلي: إقبال على محلات البالة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

تشهد محلات بيع الملابس المستعملة “البالة” في مدينة القامشلي إقبالًا متزايدًا من قبل الأهالي، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع الأسعار الناتج عن تقلبات سعر صرف الدولار. وأصبحت هذه المحلات وجهة رئيسية للعديد من العائلات الباحثة عن ملابس بأسعار مقبولة، في وقت باتت فيه الملابس الجديدة خارج متناول شريحة واسعة من السكان.

أسباب الإقبال على محلات البالة في القامشلي

يرى أصحاب محلات الألبسة الجديدة أن التراجع في الإقبال يعود بشكل رئيسي إلى ارتفاع كلفة الإنتاج والاستيراد. أبو محمد، صاحب محل لبيع الملابس الجديدة في سوق مدينة القامشلي، يصف الوضع بالمأزوم، ويقول: “نحن أصحاب محلات الألبسة الجديدة نواجه صعوبة يومية في الاستمرار. سعر صرف الدولار تجاوز 12 ألف ليرة، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار البضائع. أي قطعة ملابس جديدة لا يقل سعرها عن 12 دولارًا، وهو مبلغ لم يعد بمقدور معظم الناس تحمله”.

ويضيف أبو محمد أن المحلات تضطر في كثير من الأحيان إلى البيع بخسارة لتحريك السوق، إلا أن الإقبال لا يزال ضعيفًا جدًا. ويشير إلى التكاليف الإضافية التي يتحملها أصحاب المحلات، من إيجار وشحن واستيراد وضرائب، مما يزيد من تعقيد الوضع.

التحول إلى محلات البالة

في المقابل، تشهد محلات بيع الملابس المستعملة نشاطًا ملحوظًا. أحمد العلي، صاحب محل بالة في حي الهلالية بمدينة القامشلي، يؤكد أن الإقبال على محله شهد ازديادًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، ويقول: “هناك إقبال كبير، خصوصًا بعد ارتفاع أسعار الدولار، حيث أصبحت الملابس الجديدة عبئًا على معظم العائلات. في السابق كان الزبائن من فئة الشباب، أما الآن فنستقبل زبائن من مختلف الأعمار”.

ويشير العلي إلى أن الأسعار في محلات البالة تبقى مقبولة رغم أن البضائع يتم شراؤها بالدولار أيضًا. ويضيف: “نحن نحاول مراعاة القدرة الشرائية للناس، لكننا في الوقت نفسه مضطرون لتعديل الأسعار بما يتناسب مع تغيرات السوق. ومع ذلك، تظل البالة أقل كلفة بكثير من الملابس الجديدة، ولهذا تلقى رواجًا واسعًا”.

معاناة الأهالي في القامشلي مع الغلاء

من جهته، يعبّر خالد، وهو أب لثلاثة أطفال من أهالي مدينة القامشلي، عن حجم الضغوط التي تواجهها العائلات في ظل هذه الظروف، ويقول: “راتبي لا يتجاوز 200 دولار، ولا يكفي لتأمين الملابس الجديدة لأطفالي. هناك أولويات أهم مثل الطعام ومصروف المنزل، لذا أصبحنا نلجأ إلى محلات البالة كحل بديل”.

ويضيف خالد أن محلات البالة توفر ملابس جيدة وبأسعار معقولة مقارنة بالملابس الجديدة، ما يساعده على تلبية احتياجات أطفاله دون تجاوز ميزانية الأسرة، مشيرًا إلى أن هذه المحلات باتت تشكل ملاذًا حقيقيًا للأسر محدودة الدخل في المدينة.

إن التوجه المتزايد نحو محلات البالة في مدينة القامشلي يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي يمر بها المواطنون. ومع استمرار تراجع القدرة الشرائية، من المرجح أن تبقى هذه المحلات خيارًا أساسيًا لتأمين الملابس، في ظل عجز كثيرين عن مواكبة أسعار الأسواق التقليدية.

مقالات ذات صلة