حماة: أزمة غسيل الكلى ارتفاع عدد المرضى وانهيار البنية التحتية

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يشهد قسم غسيل الكلى في مشفى السقيلبية الوطني بريف حماة الغربي أزمة صحية خانقة، نتيجة التضخم الكبير في عدد المرضى وتفاقم الظروف اللوجستية والبنية التحتية التي يعاني منها القسم، ما يجعل من مهمة الحصول على جلسة غسيل كلى تحدياً يومياً يحمل معه المعاناة والانتظار الطويل.

يقول المريض أحمد الخالد، وهو مريض كلية منذ خمس سنوات وأربعة أشهر في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “نواجه صعوبات كبيرة أثناء جلسات الغسيل، أهمها تعطل الأجهزة وعدم توفرها لخدمة المرضى بشكل منتظم. هذا يؤدي إلى ساعات انتظار طويلة تزيد من معاناتنا الجسدية والنفسيّة، وتؤثر على حالاتنا الصحية، فضلاً عن تأثيرها على ذوي المرضى الذين يرافقونهم ويضطرون للانتظار ساعات طوال حتى يتم إجراء الجلسة”.

ويضيف الخالد: “في بعض الأيام لا نستطيع إجراء الجلسة إلا بعد الانتظار لمدة تصل إلى 6 ساعات أو أكثر، وهذا يشكل عبئاً ثقيلاً علينا، خاصة أن معظم المرضى يعانون من أمراض مزمنة أخرى مثل الضغط والسكري، مما يجعلهم غير قادرين على التحمل لفترات طويلة”.

من جانبه، أفاد الدكتور طعمة شحادة، مدير مشفى السقيلبية الوطني في حديث لمنصة سوريا ٢٤، بحجم التحديات التي يواجهها قسم غسيل الكلى داخل المشفى، مشيراً إلى أن الواقع الحالي لا يتناسب مع العدد المتزايد للمرضى.

وقال شحادة: “القسم يعاني من عدة مشكلات، أبرزها النقص الحاد في الكادر التمريضي بسبب ضغط العمل المتزايد، حيث يقوم الكادر حالياً بأداء دور التقييم إضافة إلى عمله الأساسي، مما يؤدي إلى إرهاق عام وقلة في الكفاءة”.

وأضاف: “الأجهزة الحالية في القسم قديمة ومتهالكة، وعدد المرضى بلغ نحو 85 مريضاً يتلقون الخدمة يومياً، بينما لدينا 8 أجهزة فقط، يعمل منها في أفضل الأحوال 6 أجهزة فقط. هذه الأجهزة تعمل على مدار الساعة، لكنها تحتاج إلى صيانة مستمرة، وفي كثير من الأحيان تتعطل فجراً أو خلال الجلسات، مما يسبب ارتباكاً كبيراً”.

وأشار الدكتور شحادة إلى أن “الأسرَّة والفرش المستخدمة في القسم أصبحت قديمة ولا تتناسب مع المعايير الصحية، كما أن دورات المياه الخاصة بالمرضى متهالكة وخارجة عن الخدمة بسبب عمر المبنى الذي يعود بناؤه إلى عدة عقود”، مؤكداً أن “الحل الأمثل هو إما تركيب شبكة جديدة لدورات المياه أو توفير قسم جديد خاص بمرضى الغسيل الكلوي”.

وأوضح أيضاً أن “محطة تحلية المياه الخاصة بالقسم بحاجة إلى صيانة دورية بسبب تسريبات متكررة وأعطال ناتجة عن القدم”، مضيفاً أن “المكيفات والمراوح الموجودة حالياً تحتاج إلى صيانة أو استبدال، وهي ضرورية ليس فقط لراحة المرضى، بل أيضاً للحفاظ على درجة حرارة مناسبة لعمل الأجهزة الدقيقة”.

وأكد مدير المشفى أن “المكتب الهندسي قد قام بإجراء دراسات شاملة للتجهيزات الموجودة في قسم غسيل الكلى، بما فيها الصيانة اللازمة لدورات المياه”، مشيراً إلى أن “هذه الدراسات موجودة لدى مديرية الصحة، ونأمل أن يتم الإسراع في تنفيذها لتخفيف المعاناة عن المرضى”.

وبحسب الإحصائيات الرسمية، فإن عدد المرضى الذين كانوا يستفيدون من خدمات القسم قبل عملية التحرير في شهر تشرين الثاني الماضي كان حوالي 45 مريضاً، لكن هذا العدد ارتفع إلى 85 مريضاً في شهر نيسان 2025، وذلك نتيجة عودة المهجرين إلى قراهم في المنطقة بعد تحسن الوضع الأمني.

ويتضمن هذا العدد خمسة أطفال، من بينهم حالات لديها احتياجات خاصة، مما يزيد من الحاجة إلى تجهيزات طبية دقيقة وعناية طبية متخصصة لم تتوفر بعد.

أما بالنسبة للأجهزة الطبية المستخدمة في القسم، فأوضح المصدر الطبي أن “المشفى يمتلك 8 أجهزة غسيل كلى، منها 6 أجهزة سلبية و2 إيجابية”، موضحاً أن “الأجهزة السلبية تستخدم لمرضى غير مصابين بأمراض معدية، بينما تخصص الأجهزة الإيجابية للحالات المصابة بفيروسات مثل التهاب الكبد الوبائي”.

ولفت المصدر إلى أن “الأجهزة تتعطل بشكل متكرر بسبب التهالك وضغط العمل، مما يقلل من قدرة القسم على استيعاب العدد المتزايد من المرضى”.

يخرج المرضى من قاعة الغسيل الكلوي كل يوم ومعهم قصة جديدة من المعاناة، تتوزع بين الألم الجسدي، والانتظار المرهق، والقلق النفسي، والخوف من تعطل الجهاز أو عدم وجود موعد.

وفي ظل تصاعد الحاجة إلى تدخل سريع وفعّال، يطلق المرضى وذووهم وفريق العمل الطبي في مشفى السقيلبية نداء استغاثة إلى الجهات المختصة، محلياً ودولياً، من أجل:

* توفير أجهزة غسيل كلى جديدة.

* ترميم البنية التحتية للقسم وإعادة تأهيل دورات المياه.

* تأمين كادر تمريضي إضافي.

* صيانة أو استبدال الأشرَّة والأثاث القديم.

* إعادة تأهيل محطة تحلية المياه والمكيفات.

ووسط كل ذلك، فإن الوضع يتفاقم يوماً بعد يوم، وإذا لم يتم التدخل السريع، فإن القسم لن يكون قادراً على استقبال المزيد من المرضى، ما سيؤدي إلى كارثة صحية حقيقية في المنطقة، حسب إدارة المشفى.

مقالات ذات صلة