تواصل منظمة “أوسوم” تنفيذ حملة طبية نوعية في مشفى “الحَكمة” شمال إدلب، بالتعاون مع “أوسوم كندا” ومنظمة الإغاثة الإسلامية – مكتب كندا، وبالتنسيق مع وزارة الصحة ومديرية صحة إدلب، مستهدفةً جراحة العيون والأنف والأذن والحنجرة.
وقال أحمد ويس، مدير البرامج والمشاريع في منظمة “أوسوم”، إن الحملة تهدف إلى سد النقص الحاد في التخصصات الجراحية الدقيقة في الشمال السوري، موضحًا أن الفريق الطبي أجرى حتى اليوم أكثر من 90 عملية جراحية، منها عمليات قرنية وشبكية معقدة.
وأشار ويس إلى أن الحملة تأتي في إطار خطة شاملة لتقديم الدعم الفني والتقني للمشافي العاملة في شمال سوريا، وبيّن أن الفريق الطبي يضم أطباء من كندا وجنوب إفريقيا، إلى جانب طاقم إداري ولوجستي.
وأوضح أن عدد العمليات مرشح لتجاوز 100 عملية خلال الأيام القادمة، مع الإعداد لتنظيم ورشة تدريبية في كلية الطب بجامعة حلب.
من جهته، ذكر الدكتور مصطفى الريّس، استشاري طب وجراحة العيون المقيم في كينيا، أن الفريق الطبي جاء تلبيةً لدعوة من منظمة خيرية لإجراء جراحات نوعية لم تكن تُجرى سابقًا في سوريا، موضحًا أن من بين هذه الجراحات زراعة الطبقات العميقة للقرنية، وعلاج الشبكية المتضررة بسبب الألغام أو الانفجارات.
وأشار الريّس إلى أن البعثة لا تقتصر على إجراء العمليات، بل تستهدف أيضًا نقل الخبرات وتدريب الكوادر الطبية المحلية، مبينًا أن الفرق السورية أظهرت استعدادًا عاليًا لاستيعاب المهارات الجراحية الدقيقة.
وفي سياق إنساني، قالت أم محمد، وهي سيدة من مدينة حارم، إنها خضعت لعملية زراعة قرنية ناجحة ضمن الحملة، بعد معاناة طويلة مع مرض “الرماد الربيعي الطفولي”. وبيّنت أن تكلفة العملية كانت تمنعها من الخضوع لها سابقًا، إذ كانت تتجاوز 4500 دولار.
كما ذكرت أم زاهر، إحدى المستفيدات من الحملة، أنها كانت تعاني من آلام شديدة في عينها، وأُبلغت بأنها بحاجة إلى عملية، وأضافت أنها خضعت لها أخيرًا ضمن هذه الحملة المجانية، بعد سنوات من الانتظار.
بالإضافة إلى العمليات الجراحية، تتضمن الحملة ورشات تدريبية ستُعقد في مدرج كلية الطب بجامعة حلب، تستهدف العاملين في القطاع الصحي، وتتناول التحديات العملية في تخصصات العيون والأنف والأذن والحنجرة.
وأكد فريق “أوسوم” أن هذه البعثة لن تكون الأخيرة، مع التحضير لإطلاق حملات طبية قادمة تشمل مشافيَ أخرى في شمال سوريا، مستفيدين من التحسن النسبي في الوصول إلى المنشآت الطبية.