نظم طلاب ونشطاء من جامعة حلب فعالية رمزية لإحياء ذكرى “مظاهرة ساحة الجامعة الكبرى”،
التي خرج فيها آلاف الطلاب في مايو/أيار 2012 تزامناً مع زيارة المراقبين الدوليين،
في واحدة من أقوى لحظات الحراك الطلابي ضد النظام السوري.
الفعالية جمعت بين الحنين والوفاء، وشهدت كلمات مؤثرة من طلاب سابقين ومشاركين في المظاهرة،
عكست رمزية اللحظة واستمرار الأثر بعد أكثر من عقد.
وكان من بين أبرز المتحدثين، بشر حاوي، طالب كلية الحقوق في ذلك الحين، والذي كان من أوائل المشاركين في الحراك.
وأكد في كلمته أن المظاهرة كانت لحظة كسر حقيقية للحصار الأمني المفروض على الجامعة،
وقال لمنصة سوريا 24: “قبل 13 سنة، خرجنا من كلية العلوم، وكانت زيارة المراقبين الدوليين فرصة ذهبية
لكسر الطوق الأمني. انطلقنا إلى ساحة كلية الطب، وهناك توجنا صوت الطلاب بالحرية.
نهاية المظاهرة كانت دامية بعد هجوم الشبيحة، لكننا أثبتنا أننا دعاة تغيير. واليوم بعد سنوات،
ما زلنا هنا، بينما الأسد في مزبلة التاريخ.”
وفي سياق متصل، استعادت زين جبيلي،إحدى المشاركات في المظاهرة،
اللحظات الحاسمة التي عاشها الطلاب في ساحة الجامعة،
وقالت لمنصة سوريًا 24: “المراقبون الدوليون كانوا في المدينة.. المظاهرة كانت ضخمة،
شارك فيها الآلاف لتوصيل صوت حلب إلى العالم.. أحيّي حرائر حلب ودورهن الكبير، وأتذكر وجوه الأصدقاء،
صدى الهتافات، وهجوم الشبيحة بالعصي والهراوات. ما زالت أصوات المعذبين في الذاكرة،
فهم من عبدوا لنا الطريق نحو هذه اللحظة”
وفي ختام الكلمات، قدّم فراس عليطو شهادة شخصية مؤثرة عن شقيقه الشهيد أسعد عليطو،
الذي كان من أوائل من رفعوا علم الثورة داخل الجامعة.
وأوضح لمنصة سوريًا 24: “من هذا المكان رفع شقيقي أسعد علم الثورة على بوابة الجامعة.
أشار بيده إلى أن هذا هو العلم الحقيقي، نفسه المرسوم على الجدارية. لم يكمل دراسته في كلية الزراعة، التحق بالثوار، واستشهد في معارك منغ. أشارك اليوم وفاءً له ولكل من ضحوا في هذا الطريق.”
ولم تخلُ الفعالية من حضور طلابي نسوي قوي، حيث عبّرت لين قاضي، طالبة علم الاجتماع،
عن مشاعرها بقولها: “جئنا اليوم إحياءً لذكرى الشهداء. فرحتنا بسقوط النظام لم تنتهِ بعد، ولولا دماءهم لما كنا هنا.
بسببهم نحن هنا، وبهم نكمل الطريق”.
أما مرح أصلان، من كلية العلوم، فقد عبّرت عن امتنانها وارتباطها بهذه الذكرى، وقالت:“جئت لحضور هذه الفعالية من قلبي، لأنني أشعر بروح الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن. لن ننساهم أبداً، فهم منارات دربنا”.
وفي السياق ذاته، لفتت آلاء، من كلية الآداب، إلى أهمية إحياء هذه الذكرى كواجب وطني وأخلاقي،
وقالت: “نُحيي اليوم ذكرى المظاهرة الأكبر في جامعة حلب. نريد أن نقول إننا ما زلنا نحب الشهداء ونوفي لهم العهد،
ونتمسك بكل لحظة قاوموا فيها من أجل حريتنا وكرامتنا”.
اختُتمت الفعالية بتحية جماعية لأرواح الشهداء، وتأكيد من المشاركين على أن الجامعات ستبقى ساحة حرة للكلمة والموقف،
وأن الثورة مستمرة في الذاكرة والعمل.
وتعتبر المظاهرة الكبرى في جامعة حلب لحظة فارقة في الحراك السلمي ضد نظام الأسد، بحضور المراقبين الدوليين،
حيث علت أصوات التكبيرات، وصعد عدد من الطلاب ساريات الأعلام في ساحة الجامعة ليرفعوا علم الثورة،
قبل أن يتدخل فوج “الهتيفة” وحفظ النظام لقمع المتظاهرين ورميهم بالحجارة وعبوات المياه،
ما أدى لإصابة عدد منهم بجروح بالغة.